دويلة قطر لم تكن مؤهلة لاستضافة كأس العالم قبل المقاطعة، فما بالكم بعدها؟

استضافة قطر لكأس العالم في ظل المقاطعة هي أمر غير ممكن. المجتمع الدولي سوف يسحب تنظيم كأس العالم من قطر إذا تبين أن المقاطعة هي مستمرة بلا نهاية في الأفق.

المقاطعة المفروضة على قطر سوف تلحق بهذه الدويلة أضرارا هائلة. ما سيحصل عمليا هو أن قطر ستعود إلى ما كانت عليه قبل اكتشاف حقول الغاز الذي تزامن مع انقلاب حمد على أبيه: هي ستعود مجرد دويلة صغيرة منسية لا يسمع بها أحد.

الملفت هو السياسة الصبيانية التي يتعامل بها شيوخ قطر مع هذه الأزمة الكارثية بالنسبة لهم. هم لا يظهرون شيئا سوى العناد والمكابرة. ملخص سياستهم هو أنهم يتوقعون من أميركا وأوروبا إرغام الدول المقاطعة لهم على إلغاء المقاطعة والعودة إلى ما كان قبلها.

هل يعقل بعد كل ما حصل أن يقبل آل سعود ومن معهم بالعودة إلى الوضع السابق؟ أقل ما يقال في هكذا توقع هو أنه توقع ساذج وغير واقعي، خاصة وأن آل سعود يشعرون بتهديد حقيقي من المعارضة المتنامية داخل بلادهم ويخشون حصول “ربيع عربي” عندهم.

هذه قضية كبيرة وخطيرة جدا بالنسبة لشيوخ قطر، ولكنهم لا يفقهون حجم القضية وأبعادها. هم يظنونها مجرد لعبة على غرار الألعاب الصبيانية التي اعتادوا عليها منذ خلع حمد لأبيه.

أنا مندهش من سياستهم. لم أكن أظنهم بهذه السذاجة، لأنهم كانوا يظهرون أنفسهم بمظهر الدولة الكبيرة الفاعلة.

على كل حال، أنا لا أظن أنهم سيصمدون طويلا في سياستهم العنترية. حتى وإن كانوا بلهاء فهم سيفهمون في النهاية حقيقة ما هم فيه وسيغيرون سياستهم.

قطر هي مجرد دويلة صغيرة. شيوخ قطر نسوا ذلك، ولكنهم سيكتشفونه مجددا وسيغيرون سياستهم إلى سياسة تناسب حجمهم.

هم خاسرون في كل الأحوال، ولكن هدفهم يجب أن يكون الحد من خسائرهم.

أنا أنصحهم بأن يقترحوا إشراك السعودية والإمارات في تنظيم كأس العالم. تنظيم كأس العالم هو أساسا أمر يفوق حجمهم والعالم يشعر بالندم على ما حصل في هذه القضية.