أردوغان يطلق الرصاصة الأخيرة على معارضة الائتلاف… وعن قرار ترمب وقف برنامج تسليح معارضة الائتلاف

يبدو أن الحرب الأهلية التي خطط لها أردوغان في محافظة إدلب قد أوشكت على الاشتعال.

كان من الواضح أن أردوغان ينوي إشعال صراع في محافظة إدلب بين هيئة تحرير الشام وبين بقية الفصائل. أردوغان مهد لذلك باتفاق أستانة الذي أوقف القتال ضد بشار الأسد وأفسح المجال للصراع الداخلي.

ما هو الهدف الذي يريد أردوغان الوصول إليه؟ هل هو يريد فعلا أن يحتل محافظة إدلب كما زعمت بعض المصادر التي تدور في فلكه؟ من المستبعد أن يحتل أردوغان محافظة إدلب لأن الإيرانيين لن يسمحوا له بذلك. هم قد يسمحون له باحتلال شريط حدودي لحفظ ماء وجهه (كما حصل سابقا في محافظة حلب)، ولكن لا شك أن القسم الأكبر من محافظة إدلب سيذهب إلى بشار الأسد وإيران.

لا أظن أن الهدف الأساسي الذي يحرك أردوغان في المرحلة الحالية هو مطامع توسعية. الأراضي التي يأخذها أردوغان من الإيرانيين هي قليلة ولا تبرر الجرائم الكبيرة التي ارتكبها بحق معارضة الائتلاف وسورية.

هدف أردوغان الأكبر هو إعادة إحياء نظام بشار الأسد. هذا هو ما كنا نقوله على الدوام. أردوغان لم يفعل أي شيء جدي لإسقاط بشار الأسد، وفعل كل شيء ممكن لدعم بشار الأسد.

كتبنا عشرات ومئات المرات أن أردوغان هو حليف لبشار الأسد وأنه يأخذ معارضة الائتلاف إلى قبرها. كتبنا هذا الكلام قبل التدمير النهائي لمدينة حلب وحذرنا معارضة الائتلاف مما يحيكه أردوغان لمدينة حلب خصوصا وسورية عموما. معارضة الائتلاف للأسف لم تتمكن من تجنب المصير الذي قادها أردوغان إليه.

اليوم قرر دونالد ترمب وقف برنامج المخابرات الأميركية لتدريب وتسليح معارضة الائتلاف. أنصار تركيا يزعمون أن هذا القرار هو هدية أميركية لروسيا، ولكن هذا الكلام هو كلام فارغ. ما هو السبب الذي سيدفع دونالد ترمب لتقديم هدية لروسيا؟ دونالد ترمب هو متهم بالعمالة لروسيا وآخر ما يحتاجه هو عمل خياني كذلك الذي يتحدث عنه أنصار تركيا.

الأميركان هم ليسوا في وارد تقديم الهدايا لروسيا. هم يقدمون لروسيا تنازلات شكلية بلا أهمية حقيقية. هل قرار دونالد ترمب بوقف برنامج تدريب معارضة الائتلاف سوف يغير شيئا عمليا في سورية؟ هذا القرار لن يغير أي شيء في الواقع. ذلك البرنامج كان ميتا أصلا بسبب أردوغان. أردوغان قتل ذلك البرنامج منذ زمن طويل.

وقف البرنامج الأميركي لن يغير شيئا في واقع معارضة الائتلاف لأن تلك المعارضة هي ميتة. من قتلها هو أردوغان وليس الأميركان.

إسرائيل أيضا تتحدث عن خذلان أميركي، ولكن يبدو أن الصراخ الإسرائيلي يتعلق في الحقيقة بالقضية الفلسطينية وليس القضية السورية. ترمب يسعى لحل القضية الفلسطينية، والإسرائيليون هم ليسوا مرتاحين لمساعيه، ولهذا السبب هم يصرخون ضد أميركا ويتهمونها بخذلانهم في سورية (هم أيضا أشعلوا مشاكل في القدس بهدف تخريب مساعي ترمب).

لا يوجد تغير حقيقي في السياسة الأميركية تجاه سورية. كل ما نسمعه من صراخ واحتجاج لا يعدو كونه زعبرات. الموقف الأميركي من بشار الأسد ما زال كما هو، والموقف الأميركي من قسد ما زال كما هو. هذه هي القضايا ذات الأهمية الحقيقية في سورية.

اليوم نشرت وكالة الأناضول تقريرا عن القواعد الأميركية في سورية في محاولة لإيذاء أميركا وإضعاف موقفها في سورية. نشر هذا التقرير يتناقض مع مزاعم الانهزام الأميركي في سورية. لو كانت أميركا منهزمة في سورية فلماذا تتعب وكالة الأناضول نفسها وتنشر تقريرا يهدف للنيل من أميركا في سورية؟

كما قال بشار الأسد: “سورية بخير”. أنا لا أرى أن هناك أي تغير في وضع القضية السورية. بشار الأسد وداعموه لم يربحوا شيئا جديدا، وقسد وأميركا لم يخسروا شيئا جديدا. الأمور ما زالت كما هي.

بالنسبة لمعارضة الائتلاف فهي طبعا تخسر وتموت، ولكن هذه القضية هي قضية داخلية بين معارضة الائتلاف وأردوغان. يجب على معارضة الائتلاف أن تحل هذه القضية مع أردوغان بدلا من محاولة تصدير أزمتها إلى أميركا والمجتمع الدولي. أميركا والمجتمع الدولي ليس لهم علاقة بما جرى ويجري لمعارضة الائتلاف.

رأيان حول “أردوغان يطلق الرصاصة الأخيرة على معارضة الائتلاف… وعن قرار ترمب وقف برنامج تسليح معارضة الائتلاف

  1. “الموقف الأميركي من بشار الأسد ما زال كما هو”

    هذا الكلام صحيح…

    ولكن سؤال للمحللين والذين يدعون أنهم يفهمون بالسياسة ويفهمون القراءة بين السطور:
    طالما أن أمريكا لها نفس الموقف ولم تغير موقفها وتريد تدمير الأسد والقضاء عليه وعلى سلسفيل أهله من الجد السابع عشر،
    فلماذا إذاً لا تقوم أمريكا بتدمير الأسد والقضاء على سلسفيل أهله؟؟؟

    لماذا تقوم أمريكا بدعم جزء معين من المليشيات تبعد 500 كيلو متر عن قصر الأسد؟

    كفى، توفقوا عن التشبيح لأمريكا.. لأ، أمريكا لا تريد أن يذهب الأسد بل تريد تقسيم البلد
    أمريكا لا تريد القضاء على سلسفيل أهل الأسد بل تريد تفتيت سوريا..
    أمريكا لا تريد تدمير الأسد بل تريد تدمير سوريا…

    كل من يرى أن دخول أمريكا على خط الأزمة هو شيء جيد فهو أعمى… ما عليك يا صديقي إلا أن تقرأ تاريخ أمركيا عندما تدخل أي أزمة في العالم: كوريا، فيتنام وغيرها..

    أمريكا تكذب على الجميع…

    • سؤالك هو نفس سؤال معارضة الائتلاف. هو يدل على أنك تعتبر أميركا إلها.
      أميركا هي مجرد دولة. هي لا تستطيع أن تقضي على بشار الأسد عبر السحر أو المعجزات. القضاء على بشار الأسد يتطلب غزوا عسكريا كما حصل في العراق، والأميركان لا يريدون ذلك. البديل هو دعم قوة سورية لكي تحل محل بشار الأسد، وهذا هو ما يحاول الأميركان فعله منذ البداية. في السنوات الأولى أفشل أردوغان جهودهم وبذلك هو مد عمر الحرب لسنوات كثيرة. الآن هم يحاولون أن يعملوا بمعزل عن أردوغان، ولكن أردوغان ما زال يعيق عملهم ويتسبب في مد عمر الحرب. السبب الأكبر لخسائر سورية بعد بشار الأسد هو أردوغان. لولا أردوغان لكانت الحرب انتهت في 2014 أو 2015.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s