قبل فترة ذهب وزير خارجية آل سعود في زيارة مفاجئة إلى العراق، والآن أتى حيدر العبادي إلى المملكة السعودية في زيارة رسمية.
ما هو سبب هذا التقارب مع العراق؟ في السابق أنا رجوت أن تكون هناك علاقة بين هذا التقارب وبين رغبة آل سعود في التدخل في سورية، ولكنني الآن أظن أن المسألة لا تعدو كونها تحركا للعلاقات العامة.
هناك قناعة في أميركا بأن آل سعود يتحركون في سياستهم الإقليمية من منطلق شحن طائفي وكراهية للشيعة، والبعض يزعمون أن هذه الكراهية الدينية للشيعة هي المبرر الوحيد لموقف آل سعود المناهض لإيران. الرئيس السابق أوباما كان من أصحاب هذا الرأي.
من الوارد أن آل سعود يتقاربون مع شيعة العراق لكي يغيروا نظرة الأميركان لقضية إيران. هم يريدون أن يقولوا للأميركان أن موقفنا من إيران لا ينبع من كراهية للشيعة، بدليل أن لدينا علاقة جيدة مع شيعة العراق.
طبعا هذا الكلام هو مجرد افتراض. أنا لا أعلم ما هي الغاية الحقيقية التي جعلت آل سعود يغيرون موقفهم من العراق على نحو مفاجئ. في السابق هم كانوا يرفضون التعاون مع العراق بحجة أنه خاضع لإيران.
المأمول هو أن يؤدي الانفتاح السعودي على العراق لتغيير موقف الحكومة العراقية التابع لإيران. حتى الآن نحن لم نر بوادر لذلك. حيدر العبادي يتعاون علنا مع الغزو الإيراني لسورية ولا يخجل من ذلك ولا يخفيه.