التدخل العسكري التركي في قطر هو تطور استراتيجي من العيار الثقيل.
أولا، هذا التدخل يفتح الباب أمام تدخل إيراني في البحرين أو شرق السعودية.
ثانيا، هذا التدخل يحول تركيا إلى لاعب محلي في منطقة الخليج. تركيا سوف تكون في موقع مريح لكي تتدخل في الشؤون الداخلية لدول الخليج ولكي تعمل على زعزعة تلك الدول.
تركيا تاريخيا هي ليست دولة مسالمة أو انعزالية. هذه دولة عدوانية جدا وهي منذ نشأتها قائمة على التوسع والغزو. هي غزت سورية عدة مرات وغزت قبرص، وتدخلت عسكريا في شمال العراق.
أخطر ما في تركيا هو أنها ليست دولة شيعية كإيران. هي دولة سنية وكثيرون ينظرون إلى زعيمها المجرم بوصفه إسلاميا سنيا. هذا يعني أن تركيا هي قادرة على تجنيد الكثير من الأتباع والعملاء المحليين في دول الخليج. نحن شاهدنا مثل هذا في سورية. بعض المعارضين السوريين تخلوا عمليا عن معارضتهم لبشار الأسد فقط لأن أردوغان أمرهم بذلك. هم مستعدون لفعل أي شيء يأمرهم أردوغان به.
الاحتلال التركي لقطر هو تطور تاريخي مفصلي. من الغريب أن آل سعود ما زالوا يتعاملون مع ذلك ببرود.
هناك احتمالان، إما أن آل سعود لا يدركون خطورة هذا الأمر، أو أنهم خائفون من أردوغان ولا يعرفون ما الذي يجب أن يفعلوه.
سيكون من الخطأ أن يسكتوا على الاحتلال التركي ويتقبلوه. هم سيدفعون ثمن ذلك غاليا في المستقبل.
هل اخبرك احد او قرأت عن ما حصل عندما كان احمد دَاوُدَ اوغلو يقيم مراسم العمرة في مكة؟
لدى وصوله الى الحرم كان المعتمرون يطوفون ولما رأوه أداروا ظهورهم للكعبة وصفقوا له .
الله يستر تركيا وإيران سوف ستتوليان على جزيرة العرب