شاهدت من خلال حساب “مجتهد” الضجة التي يثيرها بعض الناس بسبب مسلسل “غرابيب سود” المناوئ لداعش.
أنا لم أشاهد المسلسل ولن أحكم عليه، ولكنني أتساءل: أين هي المسلسلات حول جرائم بشار الأسد؟
ما فعله بشار الأسد في سورية وحلب يفوق بمليون مرة ما فعلته داعش. لماذا التركيز على داعش وإغفال بشار الأسد؟
لماذا لم يتطرق مسلسل “غرابيب سود” لجرائم بشار الأسد؟
ما هو سبب وجود داعش أصلا؟ أليس السبب هو بشار الأسد؟ كيف يمكن بحث قضية داعش دون التطرق لبشار الأسد؟
الوثائق التي صدرت عن الأمم المتحدة وعن “قيصر” وغيره هي كافية لإعداد خمسين مسلسل درامي حول جرائم بشار الأسد، ولكن من يقفون وراء المسلسلات يتجاهلون بشار الأسد ويركزون على داعش فقط، وهم على ما يبدو يلجؤون إلى الاختلاق والفبركة وينسبون إلى داعش أمورا غير حقيقية.
هل الهدف من هذه المسلسلات هو بالفعل التوعية ضد داعش أم أن الهدف الحقيقي منها هو صرف الأنظار عن جرائم بشار الأسد؟
قبل أيام ذهب محمد بن سلمان إلى موسكو وقابل بوتن وخرج بعد ذلك ليقول أنه متفق مع بوتن ويعمل معه لحل الأزمة السورية، وفي اليوم التالي سمعنا تصريحا لـ”هيئة المفاوضات” يهاجم قسد ويقول أنها مثل داعش.
إذا كانت قسد مثل داعش فمن هي إذن الجهة الجيدة في سورية؟ بشار الأسد؟
هيئة المفاوضات لا تقول أنها مع بشار الأسد بل هي تهاجمه وتشتمه كما يفعل أردوغان ومحمد بن سلمان، ولكن هيئة المفاوضات تهاجم الفريق المدعوم من أميركا في سورية وتساويه بداعش، وهي تمضي أبعد من ذلك وتطالب الأميركان صراحة بأن يتعاونوا مع الروس والأتراك، أي أن مطالب هذه الهيئة هي مطابقة حرفيا لمطالب بوتن وأردوغان. هي تريد من الأميركان التنازل عن مشروع إسقاط بشار الأسد والدخول في الصفقة التي ينشدها بوتن وأردوغان.
أنا لا أفهم ما هي سياسة محمد بن سلمان، ولكن هناك احتمالا لأن هذا الرجل لم يغير موقفه السابق الشبيه بموقف أردوغان. هو تظاهر مؤخرا بأنه يدعم الأميركان في سورية على سبيل الخداع.
الراصد العربي 