معلومات مهمة في هذا المقال للصحفي إبراهيم حميدي.
المقال يتحدث عن مفاوضات أميركية-روسية لتأسيس منطقة آمنة في جنوب سورية.
بعض الأشخاص الذين يظهرون في الإعلام بوصفهم “معارضين سوريين” يروجون دائما لاتفاق أميركي-روسي حول سورية. هؤلاء في الغالب يتحدثون بناء على توجيهات من موسكو أو أنقرة أو طهران، أو أنهم يتأثرون بنصائح من دول تريد التنازل لروسيا بدلا من مواجهتها.
لا توجد مصلحة للسوريين في حصول اتفاق أميركي-روسي. حصول هكذا اتفاق يعني تقديم تنازلات لبشار الأسد، وتقديم التنازلات لبشار الأسد يعني في أسوأ الأحوال شرعنة دويلته الانفصالية، وفي أحسن الأحوال مد أمد العنف وعدم الاستقرار في سورية.
أنا لست ضد إعطاء دور لروسيا في سورية من حيث المبدأ، ولكن المشكلة هي أن الروس لا يرون دورا لأنفسهم إلا من خلال بشار الأسد، أي من خلال زعزعة سورية وتقسيمها.
إذا تخلى الروس عن بشار الأسد فلا مشكلة في أن يلعبوا دورا، ولكنهم لا يريدون أن يتخلوا عنه.
حسب الكلام الوارد في المقال فإن الأميركيين يريدون خروج الحرس الثوري الإيراني من سورية كشرط لعقد اتفاق مع الروس، وهم على ما يبدو لا يطلبون شيئا بخصوص بشار الأسد. هذا يذكرنا بما قرأناه سابقا من أن الأميركيين لا يطلبون من الروس الإطاحة بالأسد ولكنهم يطلبون فقط إخراج إيران من سورية. هذا الموقف الأميركي هو في حقيقته مجرد تذاك ومراوغة. الروس لديهم ورقتا قوة في سورية هما الاحتلال الإيراني والاحتلال التركي. بشار الأسد هو ليس ورقة قوة وإنما مجرد ورقة توت تغطي الاحتلال الإيراني والاحتلال التركي. الوظيفة الوحيدة لبشار الأسد بالنسبة للروس هي أنه يختم بالموافقة على الاحتلال الإيراني والاحتلال التركي والتدخل الروسي.
الأميركان يطلبون من روسيا إخراج إيران من سورية، أي أنهم يريدون من بوتن أن يتخلى عن أحد الحصانين الذين يمتطيهما في سورية. لو فعل بوتن ذلك فهو سيخسر عمليا قوته في جنوب سورية (دور أردوغان ينحصر في الشمال وهو لا يستطيع أن يفعل شيئا لبوتن في الجنوب).
لو خرجت إيران من سورية فمن الذي سيحمي بشار الأسد في دمشق؟ لا أحد يستطيع أن يحميه. هو سيطير بنفخة.
خروج إيران من سورية يعني عمليا نهاية بشار الأسد. لهذا السبب المطلب الأميركي بإخراج إيران هو مجرد تذاك وليس كلاما جديا، إلا إذا كانت هناك تفاصيل أخرى في الصفقة لا نعلمها. نخشى مثلا أن تكون هناك ضمانات أميركية بحماية بشار الأسد ومنع محاكمته. لو كانت هناك هكذا ضمانات فهذا يعني أن الصفقة المطروحة هي كارثة على السوريين.