قسم كبير من رعية آل سعود غردوا على موقع تويتر بتغريدات متضامنة مع أمراء قطر.
هم يصدقون مزاعم أمراء قطر بأن التصريح الذي نشرته وكالة الأنباء القطرية كان مؤامرة يقف وراءها آل سعود أو محمد بن زايد.
ما نراه الآن في مملكة آل سعود هو نفس الحالة التي رأيناها سابقا في سورية وليبيا إبان ما سمي بثورات الربيع العربي: قسم من الشعب في مملكة آل سعود يدين بالولاء لقناة الجزيرة ولأمراء قطر ويقدم ما يقوله هؤلاء على كل شيء آخر.
مهما كان كلام قناة الجزيرة سخيفا وبعيدا عن المنطق فإنهم مستعدون لتصديقه، بل وحتى بذل أرواحهم في سبيله كما رأينا في سورية وليبيا.
مملكة آل سعود هي ليست استثناء في العالم العربي. هذه المملكة هي مخترقة من قناة الجزيرة وقطر مثل كل البلاد العربية الأخرى.
هذا تحديدا هو الخطر الذي حذرت منه في مقال نشرته قبل أيام. أنا حذرت آل سعود من أن منع المعارضة المنظمة في داخل بلادهم سوف يفسح المجال لقطر حتى تتحكم بالمعارضة، تماما كما حصل في سورية وليبيا.
لو خرجت ثورة إلى الشوارع في مملكة آل سعود فمن الذي سيتحكم بها؟ لا أحد سيتحكم بها سوى قناة الجزيرة وقطر.
هذا خطر ضخم جدا. هذا أكبر تهديد ممكن للأمن القومي.
لو فرضنا أن الجهة الخارجية التي تتحكم بالجماهير هي جهة مسؤولة لكان ذلك نصف مصيبة، ولكن قناة الجزيرة وأمراء قطر هم ليسوا جهة مسؤولة. هؤلاء أناس غير أسوياء عملوا بشكل منهجي لتدمير سورية وليبيا وغيرهما من الدول العربية.
لو خرجت ثورة في مملكة آل سعود فسوف تستغلها قناة الجزيرة لتدمير مملكة آل سعود بالكامل. هم سيدمرون كل شيء في المملكة ولن يتركوها إلا بعد أن يعيدوها إلى ما كانت عليه قبل مئة سنة.
نقطة أخرى: إذا كان هذا هو التأثير القطري فما بالكم بتأثير أردوغان. شعبية أردوغان في مملكة آل سعود هي ربما أكبر من شعبية قناة الجزيرة وأمراء قطر. أنا رصدت سابقا شعبية أردوغان لدى مغردي تويتر في مملكة آل سعود وتحدثت عن ذلك.
آل سعود يخشون المواجهة مع أردوغان لسبب وجيه. هم يعلمون أن أردوغان وقطر يتحكمون بالمعارضة داخل بلادهم.
هذا الوضع هو خاطئ تماما. لا بد لآل سعود أن يفسحوا المجال لمعارضة منظمة وذات مصداقية داخل بلادهم.