اللبنانيون يعيشون حالة إنكار للاحتلال الإيراني

 

هذا المقال يتحدث عن مسؤولية لبنان عن حزب الله.

الكلام الوارد في المقال هو كلام بديهي. أي متابع لأوضاع لبنان لا بد أن يعلم أن هذا البلد هو خاضع لسيطرة حزب الله.

هدف حزب الله الاستراتيجي هو تأسيس “جمهورية إسلامية” في لبنان، ولكن الحزب لم يفعل ذلك بعد لأن الظروف المطلوبة لنجاح المشروع ما زالت غير متوفرة. لو أسس حزب الله جمهوريته الإسلامية الآن فسوف تسهل محاصرة تلك الجمهورية والاستفراد بها (كما حصل مع داعش).

تأسيس الجمهورية الإسلامية في لبنان هو مؤجل إلى حين الانتهاء من تأمين “الهلال الشيعي” أو “البدر الشيعي”.

لو استتب الهلال الشيعي فسوف يكون تأسيس الجمهورية الإسلامية في لبنان أمرا يسيرا. تلك الجمهورية لن تنحصر فقط في لبنان وإنما ستشمل مساحات واسعة خارجه. لا توجد مصلحة لإيران في حصر أتباعها اللبنانيين داخل حدود لبنان الذي هو أشبه بقفص صغير. إيران تحتاج لأولئك الأتباع للسيطرة على سورية.

لو تمكنت إيران من السيطرة على سورية بكاملها فسوف تقوم بإلغاء الحدود بين لبنان وسورية وسوف تستخدم أتباعها اللبنانيين في حكم سورية، ولكن هذا السيناريو هو مستحيل. السيناريو الواقعي هو أن تتمكن إيران من السيطرة على دمشق وبعض المناطق المحيطة بها وأن تقوم بضم كل هذه المناطق إلى لبنان لتأسيس جمهورية إسلامية. هذا المشروع قطع شوطا كبيرا في الواقع والمطلوب الآن هو منحه الغطاء القانوني. إيران تراهن بشكل كبير على أردوغان لكي تتمكن من شرعنة مشروعها، لأن أردوغان نفسه لديه مشروع استعماري يشبه المشروع الإيراني.

إيران وتركيا كلتاهما تستعينان ببوتن لتقسيم سورية لأن بوتن لديه خبرة في هذه الأمور. هو سبق أن قسم دولتين.

الجمهورية الإسلامية الناشئة في لبنان ودمشق سوف تكون مهددة من محيطها، وخاصة من جهة الشمال حيث توجد كثافة بشرية مناهضة لإيران، وحيث يوجد مشروع تركي توسعي منافس للمشروع الإيراني. لهذا السبب شن الإيرانيون حرب إبادة وتطهير طائفي ضد شمال سورية. الهدف الواقعي للحروب التي شنوها على مناطق شمال سورية لم يكن السيطرة على تلك المناطق وإنما تفريغها من سكانها وتحويلها إلى مناطق منكوبة لا تشكل تهديدا في الأمد القريب.

هذه هي صورة المشروع الإيراني في سورية. المشروع يستند بشكل كبير على حزب الله اللبناني. لبنان هو موجود في قلب المشروع. رغم ذلك نجد أن بعض اللبنانيين ينأون بأنفسهم عما يجري ويتعاملون مع المشروع الإيراني وكأنه شيء لا يعني لبنان.

اللبنانيون لا يريدون حروبا وقلاقل ويريدون المحافظة على الاستقرار، ولكن المشكلة هي أن لبنان لا ينعم باستقرار حقيقي. كيف نقول أن لبنان هو مستقر وهناك فئة لبنانية كبيرة تخوض حرب إبادة وتطهير طائفي في سورية بهدف تأسيس جمهورية إسلامية إيرانية مركزها في لبنان؟ هذا الاستقرار الذي يتحدثون عنه هو استقرار وهمي. هم يخدعون أنفسهم ويعيشون حالة إنكار.

اللبنانيون قد يقولون: نحن لا نمانع المشروع الإيراني ولا نرفض العيش في جمهورية إسلامية إيرانية. ولكن المشكلة هي أن الآخرين لن يقبلوا بذلك، لأن هذه الجمهورية الإيرانية قامت على الإبادة والتطهير الطائفي، وهي تمثل تهديدا لدول المنطقة التي قد تتعرض لاحقا لمصير مشابه لمصير سورية. دول المنطقة لن تنتظر امتداد المشروع الإيراني إليها ولكنها سوف تتحرك لمقاومته.

وضع لبنان هو صعب ومأساوي وليس أفضل بكثير من وضع سورية، ولكن المشكلة هي أن اللبنانيين يخدعون أنفسهم ولا يريدون أن يروا الواقع.

رأيان حول “اللبنانيون يعيشون حالة إنكار للاحتلال الإيراني

  1. انت فين والدنيا فين يا هاني
    حزب الله يشارك سعد الحريري اي السعودية والقوات اللبنانية اي اميركا في حكومة واحدة
    لم يعد اخد في لبنان بتحدث عن سلاح حزب الله الكل ادرك ان النصرة وداعش هما الخطر والتهديد وان حزب الله هو الضمانة التي تدافع عن اللبنانيين وخصوصا المسيحيين من خطر داعش والنصرة
    حكاية الجمهورية الاسلامية كذبة لا يلمس احد انها موجودة
    وحكايات التحريض انتهت من زمان
    سعد الحريري عاد من اللقاء مع ترامب وقال ان قرارات القمة فير ملزمة
    بالنسبة للحريري والقوات حزب الله ينفع اكثر لانه يقاتل داعش

    • أنتم في لبنان تعتقدون أن الحريري يمثل السعودية وجعجع يمثل أميركا وفلان يمثل فرنسا وعلان يمثل بريطانيا، ولكن الحقيقة هي أن كل هؤلاء الأشخاص هم مجرد سياسيين لبنانيين وهم لا يمثلون أيا من تلك الدول.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s