ليس واضحا بالنسبة لي ما إذا كانت هناك جدية في الكلام حول عدم تصنيف الأميركان لـ”هيئة تحرير الشام” كمنظمة إرهابية.
ولكن الملفت في كل هذه الجلبة هو توقيتها. هي تحصل بالتزامن مع إشاعات تتحدث عن عزم بوتن وأردوغان على تكرار صفقة “درع الفرات” في إدلب.
حسب الإشاعات فإن أردوغان سيتدخل عسكريا في محافظة إدلب لمحاربة “هيئة تحرير الشام”. بهذا العمل هو سيعطي المجال لبشار الأسد حتى يتقدم شمالا ويتوغل في محافظة إدلب، وفي النهاية سوف يتم توقيع اتفاقية جديدة لترسيم الحدود بين أردوغان وبشار الأسد على غرار الاتفاقية التي وقعت سابقا حول مدينة الباب. أردوغان سيأخذ جزءا من محافظة إدلب وبشار الأسد سيأخذ الجزء الآخر. بعد ذلك سوف يسحب بشار الأسد شبيحته من على حدود أردوغان الآمنة وسيرسلهم للتحرش بالتحالف الدولي في شرق وجنوب سورية.
أنتم تذكرون كيف أن مرتزقة درع الفرات وقفوا يتفرجون على مدينة تادف ولم يدخلوها رغم كونها خاوية تماما من الشبيحة. بوتن يأمل أن يرى نفس المشهد على حدود إدلب التي تشكل حاليا مشكلة كبيرة لبشار الأسد.
لو كانت الإشاعات صحيحة فمن الوارد أن الأميركان تعمدوا أن يثيروا لغطا حول تصنيف “هيئة تحرير الشام” كمنظمة إرهابية. هدفهم من ذلك هو محاولة تخريب الصفقة الجديدة بين بوتن وأردوغان حول محافظة إدلب.