الطريقة التي يسوق بها الملك السعودي ابنه سلمان لخلافته هي مطابقة لطريقة حافظ الأسد ومعمر القذافي.
حافظ الأسد سوق ابنه بشار في نهاية التسعينات بوصفه شخصا عصريا وذا ميول إصلاحية. بشار كان الشخص الذي أدخل “المعلوماتية”إلى سورية وغير ذلك من مظاهر الحداثة. معمر القذافي سوق ابنه سيف الإسلام بنفس الأسلوب.
ملوك آل سعود السابقون كانوا طاعنين في السن، وهم كانوا أناسا بسطاء في تفكيرهم وثقافتهم. هم لم يكونوا حتى يجيدون الحديث بلغة عربية سلمية. محمد بن سلمان وفق المعايير السعودية هو قفزة نوعية هائلة.
أنا أعترف بأن محمد بن سلمان هو قفزة نوعية حتى بالمعايير العربية وليس فقط المعايير السعودية. لا أذكر أن حاكما في المشرق العربي كان إصلاحيا وحداثيا بنفس هذه الدرجة التي نراها في محمد بن سلمان. هذا الرجل هو ملفت حتى من حيث مستوى تحضيره واستعداده للمقابلات الصحفية التي يجريها. من الواضح أنه يدرس ويحضر سلفا للكلام الذي يقوله في المقابلات.
اهتمامه الكبير بالتحضير للمقابلات والظهور الإعلامي هو أمر جيد. ليس من الخطأ أن تدرس وأن تحضر نفسك جيدا قبل الظهور في الإعلام. هذا في الحقيقة هو أمر واجب على كل مسؤول حكومي (هذا هو ما يفعله السياسيون في أميركا وغيرها من الدول المتقدمة).
شتان بين مظهر ابن سلمان الحداثي وبين مظهر بشار الأسد. مظهر بشار الأسد الحداثي ربما يخدع البسطاء وغير المتعلمين، ولكن أصحاب العقول يصابون بوجع في رؤوسهم عندما يستمعون لبشار الأسد لأن فحوى كلامه تحوي الكثير من الجهل والغباء والتناقضات (ناهيك عن العجرفة). كلام ابن سلمان يختلف عن كذلك. هذا الرجل يفهم بالفعل الأمور التي يتحدث عنها. من الواضح أنه يدرس ويستقي معلوماته من أناس متنورين.