ضغط السوريين على أميركا لكي تحارب تركيا هو سياسة خاطئة تصب في مصلحة أردوغان وحلفائه

ليس من المنطقي أن تفرط أميركا بعلاقاتها مع تركيا لأجل سورية.

تركيا هي أهم من سورية، وأميركا أصلا هي ليست حليفة لسورية بأكملها وإنما لجزء محدود منها.

هل يمكن لأميركا أن تفرط بحليف مثل تركيا لأجل دويلة فاشلة مثل سورية؟ أو بالأحرى لأجل قسم محدود من تلك الدويلة الفاشلة؟ هذا ليس توقعا منطقيا.

أردوغان يعلم أن الأميركان هم عقلانيون، ولهذا هو يفترض أنهم سيتخلون عن سورية للروس والإيرانيين خوفا من خسارتهم لتركيا.

أردوغان عمليا يقول للأميركيين: عليكم أن تختاروا بين تركيا وسورية ولكن ليس كليهما.

الأكراد السوريون يخطئون خطأ بالغا عندما يطالبون أميركا بأن تواجه تركيا للدفاع عنهم. يجب عليهم أن يتذكروا القول المأثور: “إذا أردت أن تطاع فاطلب ما هو مستطاع”. إذا حشرتم الأميركان في زاوية وأرغمتوهم على الاختيار بينكم وبين تركيا فهم سيختارون تركيا ولن يختاروكم أنتم.

ليس من مصلحة السوريين حشر أميركا في زاوية وإرغامها على الاختيار بينهم وبين تركيا. هذه السياسة تصب في مصلحة أردوغان وحلفائه وليس في مصلحة السوريين.

السوريون يجب أن يسعوا للتهدئة وعدم التصعيد مع تركيا. التصعيد يصب في مصلحة أردوغان وحلفائه.

أردوغان وحلفاؤه يريدون إفشال عملية تحرير الرقة. هم يريدون تخريب الحلف الناشئ بين أميركا وسورية. السوريون يجب ألا يسمحوا لأردوغان وحلفائه بتحقيق أهدافهم.

عملية تحرير الرقة (وما بعد الرقة) يجب أن تستمر. السوريون يجب أن يحافظوا على علاقات جيدة مع الأميركيين حتى وإن تخاذلت أميركا في مواجهة تركيا.

لا تفترضوا أن قتال تركيا للدفاع عنكم هو واجب على أميركا. هذا ليس واجبا على أميركا. أميركا يمكنها أن تترككم وترحل كما يريد أردوغان وحلفاؤه. ما الذي سيحصل بعد ذلك؟ هل سوف تنحل أية مشكلة من مشاكلكم؟ لو رحلت أميركا فسوف يزداد عدوان أردوغان وبشار الأسد عليكم، وبوتن لن يفعل لكم أي شيء. بوتن يتظاهر الآن بمحبتكم بسبب علاقتكم مع الأميركيين وبسبب رغبته في تطويع أردوغان. لو انتهت العلاقة بينكم وبين الأميركيين فسوف ينساكم بوتن تماما ولن يتظاهر حتى بأنه يحبكم.

نصيحتي لقسد هي أن تطلب من أميركا تزويدها بالسلاح المضاد الطائرات وغير ذلك من الأسلحة النوعية. هذا المطلب هو نظريا أهون على الأميركان من المواجهة المباشرة مع تركيا. ولكن حتى هذا المطلب قد يكون صعبا على الأميركان في الوقت الحالي.

لا تفترضوا أن أميركا ستنقلب على تركيا وستعاديها لأجلكم. هذا لن يحصل على الأغلب لأنه شيء غير منطقي ولا يصب في مصلحة أميركا. أقصى ما يجب أن نطمح إليه كسوريين هو أن تكون أميركا صديقة لنا وصديقة لتركيا في آن واحد.

وحتى لو انقلبت أميركا على تركيا فهذا لن يحصل الآن. تركيا ما زالت إلى الآن دولة مهمة.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s