هيثم مناع يقول أنه يرفض تأسيس حكومة في سورية “من طرف واحد”.
هو لا يقبل بأي شيء في سورية إلا إذا كان بتوافق وطني يشمل كل الأطراف.
ولكن ما هو المعنى العملي لهذه الشعارات النظرية المعلبة؟ المعنى هو أن الأكراد ومن معهم يجب أن يفعلوا نفس ما فعلته معارضة الائتلاف. هم يجب ألا يؤسسوا حكومة وألا يسيطروا على الأراضي المحررة. هم يجب أن يسافروا إلى خارج سورية ويتابعوا أخبار سورية من على شاشات التلفاز إلى أن يحين موعد نزول “التوافق الوطني” من السماء. حتى ذلك الحين يجب أن نترك الأراضي السورية فريسة لبشار الأسد والإيرانيين وداعش وأردوغان. يجب أن نتفرج على هؤلاء وهم يدمرون المدن السورية ويطهرونها من سكانها دون أن نفعل شيئا. هذا هو شرح الكلام الذي يقوله هيثم مناع.
أنا أستغرب أنه ما زال يقول هذا الكلام بعد مضي سبع سنوات. ما الذي تعلمه هيثم مناع مما حصل في سورية خلال السنوات الماضية؟
هو مستاء من التصرفات الأحادية لحزب پيد ولكنه يتجاهل خطر بشار الأسد والإيرانيين وداعش وأردوغان وما يقوم به هؤلاء من تدمير وتطهير.
هو محق عندما يقول أن حزب پيد يستنسخ تجربة حزب البعث. التشابه بين نهج حزب پيد وبين نهج حزب البعث (وغيره من الأحزاب الشمولية) هو أمر واضح جدا وأنا أشرت إليه مرارا في الماضي. ولكن بقية كلامه تدل على أنه غير مهتم بحل الأزمة السورية ولا يرى مشكلة في ترك المجرمين يستكملون تدمير وتطهير سورية.
من يريد أن يعارض حزب پيد فيجب عليه على الأقل أن يميز بين الحزب وبين حرب التحالف الدولي ضد داعش. إذا كنت تعارض حزب پيد ولكنك تؤيد الحرب ضد داعش (كما أفعل أنا) فهذا موقف جيد وليس خاطئا، ولكن المشكلة هي أنهم يرفضون الحرب ضد داعش بمجملها. هم يرفضون مبدأ تحرير الأراضي السورية باستثناء دمشق. في عقلهم أن التحرير يجب أن يحصل في دمشق حصرا وإلا فلا داعي له.
بالنسبة لهم ما فعله أردوغان في حلب كان مجرد طريقة للضغط على المجتمع الدولي لكي يتحرك ويحرر دمشق. لم يكن مطلوبا تحرير حلب ذاتها ولكن المطلوب كان تدمير حلب وتهجير سكانها بهدف الضغط السياسي على المجتمع الدولي. هذه هي نظرية أردوغان ومعارضة الائتلاف.