مقال مسموم جدا كتبه إبراهيم حميدي بوحي من “مسؤولين أوروبيين”.
المقال يقلب الحق باطلا والباطل حقا. هو يزعم أن الضغط على الدويلة الانفصالية التي أسسها الإيرانيون والروس في سورية سوف يؤدي للتقسيم، وأما التطبيع مع تلك الدويلة وشرعنتها بدعوى الحل السياسي فهو سيجنبنا التقسيم.
يجب على السوريين أن يفهموا أمرا مهما جدا: بوتن له أصدقاء كثر في أوروبا. كثير من الأوروبيين لا يريدون المواجهة والتصعيد مع روسيا بسبب مصالح ضيقة تتعلق ببلدانهم أو أشخاصهم. بعض الدول الأوروبية ترى أنها تخسر تجاريا من المواجهة مع روسيا ولذلك هي ترفضها.
تلك الجهات الأوروبية التي لا تريد مواجهة بوتن ستفضل شرعنة بشار الأسد على التصعيد ضد بوتن. تلك الجهات هي التي أوحت لإبراهيم حميدي بكتابة ذلك المقال السيء جدا.
الحذر الحذر مما تكتبونه. لا ترددوا كل ما يقال لكم دون أن تفكروا فيه.
توحيد سورية هو غير ممكن دون هزيمة بوتن، لأن بوتن هو مصر على دعم دويلة إيران الانفصالية ويرفض التخلي عن ذلك.
أي كلام عن “حل سياسي” مع بشار الأسد هو مجرد خداع. الأوروبيون يضحكون عليكم بذلك الكلام. هم يريدون منكم أن تمنحوا الشرعية للدويلة الانفصالية لكي ينفتحوا عليها ويدعموها بعد ذلك بحجة دعم الحل السياسي وإعادة الإعمار.
أنتم جربتم نصائح الأوروبيين وتفاوضتم مع بشار الأسد خمسين مرة، فما كانت النتيجة؟ أنتم لم تحققوا شيئا من التفاوض مع بشار الأسد في جنيف سوى أنكم منحتموه لقب “الحكومة السورية”.
من يريد أن يتحاور ويتسامر مع بشار الأسد فيجب عليه (على الأقل) أن يرفض الحديث مع بشار الأسد بوصفه “الحكومة السورية”. إذا ذهبت للحوار مع بشار الأسد وأنت تقر بأنه “حكومة” فهذا يعني أنك تقر بالتقسيم الذي خلقه الإيرانيون والروس في سورية. أنا أزعم أن هذا هو الهدف الوحيد من مؤتمرات جنيف وأمثالها. هم أخذوكم إلى تلك المؤتمرات فقط لكي يثبتوا صفة “الحكومة” لبشار الأسد.