المخابرات الأميركية لا تشك في أن مروحيات تابعة لبشار الأسد ألقت القنابل الكيماوية على خان شيخون.
هم حللوا بيانات الرادار ورصدوا الأثر الحراري الذي خلفته مروحيات بشار الأسد في وقت تنفيذ الجريمة.
القصة التي تقول أن هناك مخزنا لغاز السارين في خان شيخون وأن ذلك المخزن انفجر بسبب قصف عادي هي ليست قصة جدية. هي مجرد تهريج. المتمردون في سورية لا يملكون غاز السارين. لو امتلكوا ذلك السلاح لكانوا استخدموه.
يبدو أن بشار الأسد اتخذ قرار قصف خان شيخون بغاز السارين، ولكن لماذا فعل ذلك؟
في سيرة بشار الأسد توجد العديد من هكذا قرارات غريبة تتحدى المنطق. نذكر منها مثلا إصراره الغريب وغير المفهوم على تمديد ولاية إميل لحود في عام 2004.
هكذا قرارات تحتاج لتفسير بسيكولوجي وليس عقلاني.
بشار الأسد هو بلا شك مصاب بجنون العظمة. هذا قد يكون المدخل لفهم العديد من قراراته المجنونة.
هو ربما ظن أن قصف خان شيخون بغاز السارين سيوجه رسالة تدل على قوته وعظمته وانتصاره.
بشار الأسد لا يؤمن فعلا بأن استخدام السلاح الكيماوي هو أمر محظور. بشار الأسد لا يعطي أية أهمية لأرواح البشر أو حقوقهم. هو يعتقد أن البشر هم مجرد حشرات. بشار الأسد هو الإنسان الوحيد وكل البشر الآخرين هم حشرات. هكذا هو يفكر.
بسبب هذا التفكير هو يميل دائما إلى الاستخفاف بالبشر وبقيمهم، وأيضا هو يستخف بقدرتهم على رد الفعل. مثلا في عام 2004 هو لم يعط أية أهمية للمعارضة المحلية والدولية لقرار التمديد.
هو يظن نفسه ذكيا جدا ولكن الحقيقة هي أن ذكاءه هو أقل من عادي. هو أساء فهم التصريحات الأميركية الأخيرة وظن أن تلك التصريحات تعكس تبدلا استراتيجيا في الموقف الأميركي منه، في حين أن تلك التصريحات لم تكن في الحقيقة أكثر من محاولة أميركية للمراوغة في وجه احتجاجات متوقعة على توسع التدخل الأميركي في سورية.
من المحتمل أيضا أن بشار الأسد ظن أن استخدام الكيماوي في خان شيخون سيوجه رسالة للإسرائيليين مفادها أنه ما زال يملك سلاحا كيماويا، وبالتالي يجب على إسرائيل أن ترتدع وألا تفكر في شن حملة قصف ضده.
من الوارد أيضا أن بشار الأسد وقع ضحية لخداع وتلاعب من بوتن، بمعنى أن بوتن ورطه في هذه الفعلة على نحو ما (هذه نظرية مؤامرة تحتاج لإثبات).
ورغم كل شيء أنا لا أشطب أردوغان من قائمة الاحتمالات وأبقي في ذهني أن ما حصل قد يكون مكيدة دبرها أردوغان على غرار مكيدة العام 2013. من الممكن مثلا أن قصف بشار الأسد كان قصفا عاديا وأن من أطلق الغاز السام في موقع القصف كانوا عملاء لأردوغان.
تلحس طيزي انت وهالبوست