مقال يتحدث عن انفصال كردستان العراق.
الشخص المتحدث في المقال يرسم صورة وردية. هو لا يتحدث عن انفصال من جانب واحد وإنما عن انفصال بالتراضي مع حكومة بغداد.
ولكن كيف يمكن التوصل إلى اتفاق حول الانفصال إذا كان الطرفان عاجزين عن الاتفاق حول الفدرالية؟ الاتفاق حول الانفصال هو أصعب من الاتفاق حول الفدرالية.
إذا كان إقليم كردستان جزءا من العراق فإن حكومة بغداد قد تقبل نظريا بالتنازل عن كركوك للإقليم، ولكن إذا انفصل الإقليم فلا أدري كيف يمكن لحكومة بغداد أن تتنازل عن كركوك له. هذا ليس أمرا معتادا في العلاقات الدولية.
قضية كركوك هي الآن قضية مستعصية. هل انفصال الإقليم سيسهل حل القضية أم أنه سيصعب الحل؟ هو طبعا سيصعب الحل وقد يؤدي إلى اندلاع حرب.
ما ينطبق على قضية كركوك ينطبق على القضايا الأخرى. ليس صحيحا أن الانفصال يسهل حل القضايا الخلافية. الانفصال هو مثل الطلاق. عندما يحصل الطلاق فإن الزوجين السابقين يتمسكان أكثر بما يملكانه ويرفضان التنازل عنه للطرف الآخر.
الوحدة تسهل حل المشاكل والخلافات، في حين أن الانفصال يسعر المشاكل والخلافات ويؤدي عادة للحروب.
الكلام الذي يقوله المتحدث في المقال هو عجيب غريب. هو يتحدث عن انفصال ودي رغم أن العلاقات الحالية بين الأكراد وبغداد هي متأزمة وليست ودية أبدا.
كلامه ليس منطقيا. هو على ما يبدو ليس كلاما جديا وإنما استمرار لسياسة البارزاني العبثية التي جعلت من قضية الانفصال مجرد علكة للاستهلاك السياسي.
أنا شخصيا أتمنى أن يعلن البارزاني الانفصال من طرف واحد. لو فعل ذلك فإن النتيجة ستكون وفاة البارزاني سياسيا، لأن الدولة التي سيؤسسها لن تحظى باعتراف أية دولة في العالم (ربما باستثناء واحد هو إسرائيل). كل الدول المحيطة بالإقليم لن تعترف باستقلاله وستقاطعه وستحاصره. النتيجة النهائية ستكون فشلا ذريعا لمشروع الاستقلال، والبارزاني شخصيا سيتحمل مسؤولية ذلك الفشل. لهذا السبب البارزاني لن يقدم أبدا على تلك الخطوة رغم حديثه الكثير عنها.
أنا بالمناسبة لا أرفض حق الانفصال للأكراد. الانفصال هو حق للأكراد كما لغيرهم (لا توجد وحدة بالإكراه).