التهجير الطائفي الذي حصل ويحصل في ريف دمشق هو إجرام بشع.

ولكن يجب أن نتذكر أن هذا التهجير لم يحصل فقط في دمشق وإنما أيضا في حمص وحلب.

مشكلة التطهير الطائفي هي مشكلة عامة في كل سورية. أنا شخصيا أعتبر أن بشار الأسد وإيران قاموا أيضا بتطهير الرقة ودير الزور. هم سلموا هذه المدن إلى داعش وخلقوا فيها ظروفا كارثية أدت إلى تهجير كثير من سكانها.

معارضة الائتلاف تتعامل بهيستيريا مع جرائم التطهير في دمشق وتوحي للناس أن التطهير يستهدف بشكل خاص منطقة دمشق. صحيح أن إيران تولي أهمية خاصة لدمشق، ولكن ليس صحيحا أن التطهير الطائفي يستهدف دمشق بشكل خاص. أكبر وأسوأ تطهير هو ذاك الذي حصل في حلب.

مشكلة التطهير الطائفي لن تحل بالصراخ والنواح، وهي أيضا لن تحل بالتوقيع على ورقة في جنيف. من قاموا بكل ذلك الإجرام لن يتراجعوا بسبب ورقة. هؤلاء شبيحة وهم يقولون صراحة أنهم لا يهتمون بأي شيء سوى الواقع الذي خلقوه على الأرض. هم يعملون وفق قانون الغاب ولا يخفون ذلك.

عندما يقول عدوك أنه يعمل وفق قانون الغاب فلا يمكنك أن تفعل شيئا سوى أن تحاربه وتهزمه، ولكن هذا لا يعني أنك يجب أن تعمل أيضا وفق قانون الغاب. إذا عملت وفق قانون الغاب فهذا سيجعلك عرضة للمحاكمة والعقاب على غرار عدوك الشبيح.

لا يوجد حل سحري لقضية الاحتلال الإيراني. من المؤسف أن بعض المعارضين ما زالوا يتوهمون أن الاحتلال سينتهي بالتوقيع على ورقة في جنيف. بعضهم أيضا ما زال يظن أن أميركا تملك عصا سحرية تسمح لها بطرد إيران وروسيا من سورية خلال يوم وليلة. والأسوأ من كل ذلك هو أن بعضهم ما زال يظن أن أردوغان يعمل ضد الاحتلال الإيراني-الروسي. أردوغان فعليا هو جزء من الاحتلال. أردوغان هو عمود من أعمدة الاحتلال.

لا يوجد حل سريع للتخلص من الاحتلال الإيراني-الروسي-الأردوغاني. هزيمة هذا الاحتلال تتطلب سنوات من العمل الشاق والصعب. هذا هو الواقع.

لحسن حظنا فإن أميركا قطعت شوطا مهما في هذا المجال. أميركا أخرجت الاحتلال من محافظتي الحسكة والرقة.

بدلا من أن تهاجموا أميركا لأنها حررت محافظتين الأحرى بكم هو أن تتعاونوا معها لتحرير بقية المحافظات.