اختبار جديد لأردوغان: الأميركان يؤسسون قوة معتدلة في إدلب

الأميركان يستغلون حالة الإذعان التي أظهرها أردوغان ويحاولون مجددا تأسيس قوة معتدلة في محافظة إدلب:

http://www.alhayat.com/m/story/21053233#sthash.v6leqUXf.dpbs

فرضت «غرفة العمليات العسكرية» التي تديرها «وكالة الاستخبارات المركزية» الأميركية (سي آي أي) على جميع فصائل المعارضة السورية «المعتدلة» الاندماج في كيان واحد، في خطوة يُعتقد أنها ترمي إلى قتال «هيئة تحرير الشام» التي تضم تنظيمات بينها «فتح الشام» (النصرة سابقاً) […] وقال قيادي معارض لـ «الحياة»، إن مسؤولين في «غرفة العمليات العسكرية» جنوب تركيا المعروفة باسم «موم» أبلغوا قياديين في فصائل مدرجة على قوائم الدعم المالي والعسكري بـ «وجوب الاندماج في كيان واحد برئاسة العقيد فضل الله حاجي القيادي في فيلق الشام قائداً عسكرياً للكيان الجديد، مقابل استئناف دفع الرواتب الشهرية لعناصر الفصائل وتقديم التسليح، بما فيه احتمال تسليم صواريخ تاو أميركية مضادة للدروع». ويشمل القرار بين 30 و35 ألف عنصر في فصائل تنتشر في أرياف حلب وحماة واللاذقية ومحافظة إدلب، بينها «جيش النصر» و «جيش العزة» و «جيش إدلب الحر» و «جيش المجاهدين» و «تجمع فاستقم» والفرقتان الساحليتان.

 هذا المسعى هو ليس فكرة جديدة. الأميركان حاولوا مرات عديدة أن يؤسسوا قوة معتدلة في محافظتي حلب وإدلب، ولكن أردوغان أفشل كل المساعي الأميركية السابقة.

أردوغان يتظاهر الآن بالتوبة والندم على ما فات. هو يظهر الرغبة في التعاون مع الأميركيين، خاصة وأنه أقدم على إنهاء عملية “درع الفرات”. لهذا السبب قرر الأميركان معاودة الكرة لعلهم ينجحون في إنقاذ إدلب من مصير مشابه لمصير حلب.

ولكنني لست متفائلا بنجاح هذه المحاولة، لأن أردوغان هو ليس صادقا في توبته. هو يخادع الأميركيين ويظهر لهم الخضوع لأنه يخشى من تأثيرهم على نتيجة استفتائه الدستوري.

لو نجح الأميركان في تأسيس جيش معتدل في محافظة إدلب فذلك الجيش لن يحارب الأكراد بل سيتفاهم معهم. إذا حصل تفاهم بين ثوار الائتلاف وبين قسد فسوف يزول مبرر الاحتلال التركي لجرابلس والباب وأعزاز. أيضا التفاهم سوف يؤدي لتشكيل حكومة لسورية. كل هذه الأمور لا تناسب أردوغان. هو لا يريد أي تفاهم مع الأكراد، ولا يريد أية حكومة في سورية. لهذا السبب أردوغان لن يتعاون بصدق مع المسعى الأميركي وإنما سيعمل على إفشاله كما أفشل المساعي السابقة.

عملاء المخابرات التركية سوف يبثون الشقاق في صفوف فصائل إدلب وسوف يبثون دعاية معادية للمشروع الأميركي. بذلك أردوغان سيفشل هذا المشروع كما أفشل المشاريع السابقة.

ولكن هل سيمتلك ثوار إدلب من الوعي ما يسمح لهم بتخطي مؤامرة أردوغان؟ في الماضي قدمنا الكثير من النصح لثوار حلب ولكنهم لم يستفيدوا منه. أنا أقول لثوار إدلب: انظروا إلى ما حل بثوار حلب الذين ساروا مع أردوغان، وقارنوا ذلك مع حال قسد التي سارت مع الأميركان. أردوغان سوف يدمركم وسوف يجعلكم عبيدا لدى بشار الأسد وأسياده. أنتم الآن قريبون جدا من الغرق وهذه المحاولة الأميركية هي على الأغلب طوق النجاة الأخير الذي يلقى لكم.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s