آل سعود قد يتخذون من التصريحات الأميركية المداهنة للأسد ذريعة لعدم المشاركة في تمويل المناطق الآمنة في سورية

الإعلام التابع لآل سعود يعطي التصريحات الأميركية المتعلقة ببشار الأسد أهمية تفوق أهميتها الواقعية.

هذا الإعلام يحاول أن يوحي للناس أن أميركا تعود إلى حضن الأسد، رغم أن الواقع هو غير ذلك. الأميركان يخططون لزيادة تدخلهم العسكري في سورية وحديثهم المداهن لبشار الأسد هو مجرد تغطية سياسية لما يخططون له من تصعيد عسكري. هم ببساطة يريدون إسكات روسيا والصين حتى لا تصرخا وتعترضا على التدخل الأميركي بدعوى أنه يهتك سيادة بشار الأسد.

محمد بن سلمان ووالده يدركان حتما ما هي الخطة الأميركية للمرحلة القادمة، ولكننا نخشى أنهما يتظاهران بالجهل لأنهما لا يريدان المشاركة. هما لا يريدان المساهمة في تمويل المناطق الآمنة ولهذا السبب هما يهولان التصريحات الأميركية لكي يجعلا منها حجة لعدم المشاركة.

لو صدقنا أنهما يخشيان من تسليم الرقة لبشار الأسد فهل الحل هو الاعتزال وعدم المشاركة في تحريرها؟ لو كانا بالفعل خائفين من تسليم الرقة لبشار الأسد لكانا هرعا إلى المشاركة في تحريرها بهدف امتلاك صوت وتأثير في القضية. الاعتزال والابتعاد لا يدل على أنهما يخشيان من تسليم الرقة لبشار الأسد ولكنه يدل على أنهما لا يريدان أن يدفعا أموالا لإعادة إعمار ما تسببا في تدميره في سورية.

هذا بالفعل موقف مخز وسيء جدا، وهو سينعكس سلبا على علاقة السوريين بمملكة آل سعود في المستقبل. محمد بن سلمان ووالده لا يجدان حرجا في دعم السيسي وطاغية الأردن وغيرهما ولكنهما يتهربان من مساعدة السوريين، رغم أن السوريين هم الأحوج إلى المساعدة.

مملكة آل سعود هي في طليعة الدول التي ساهمت في تدمير سورية. لا يمكن لهذه المملكة أن تتهرب من المساعدة في إعادة الإعمار.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s