الكلام الأميركي المعسول حول بشار الأسد يهدف لتهدئة أعصاب من سيصرخون ضد زيادة التدخل الأميركي في سورية

التصريحات الأميركية التي تقول أن أميركا لا تسعى لإسقاط بشار الأسد هي ليست ذات أهمية ولا جديد فيها.

أميركا لم تكن أصلا تعمل بشكل مباشر لإسقاط بشار الأسد في زمن أوباما. أميركا تدخلت في سورية لأجل محاربة داعش وهي أوضحت منذ البداية أن تدخلها لا يهدف لإسقاط بشار الأسد.

ما كان يقلقنا في تصريحات ترمب المتعلقة ببشار الأسد هو أن تكون تلك التصريحات تمهيدا لتغيير في السياسة الأميركية العملية على الأرض، بمعنى أن تشرع أميركا في تعاون وتنسيق مع بشار الأسد. التغيير لم يحصل. سياسة أميركا العملية في سورية ما زالت كما هي. وزارة الدفاع الأميركية قالت مرارا أنها لا تنوي زيادة التنسيق مع روسيا في سورية. أميركا لن تنسق مع بشار الأسد في تحرير الرقة أو غيرها.

التغيير الذي أحدثته إدارة ترمب في السياسة المتعلقة بسورية هو مجرد تغيير كلامي. هو طبعا ليس تغييرا جيدا بالنسبة للقضية السورية، ولكن يجب الانتباه إلى أن أميركا تنوي في الفترة المقبلة أن تزيد كثيرا حجم تدخلها في سورية (تحرير الرقة ودير الزور، تأسيس مناطق آمنة). هذه الزيادة الكبيرة في التدخل سوف تثير الكثير من الصراخ من روسيا ومن غيرها. كثيرون سوف يتباكون على سيادة بشار الأسد وسوف يطالبون أميركا بالتنسيق معه بدعوى سيادته. هذا ربما هو السبب الذي يجعل الأميركان يتحدثون بكلام معسول حول بشار الأسد. هم يريدون تهدئة أعصاب من سيثورون ويصرخون ضد التدخل الأميركي بدعوى أنه يهتك سيادة بشار الأسد.

وعلى كل حال، تذكروا دائما أن قضية بشار الأسد هي شأن داخلي سوري. إسقاط بشار الأسد هو ليس شأن أميركا وإنما هو شأن السوريين. ما نريده من أميركا هو عدم دعم بشار الأسد ودعم السوريين. حسب ما نرى حاليا فإن أميركا لا تنوي أن تدعم بشار الأسد وتنوي دعم السوريين. بالتالي لا توجد مشكلة فيما تفعله أميركا. سياستها هي جيدة ومفيدة للقضية السورية.

بشار الأسد تجاوز نقطة اللاعودة. حتى لو أراد ترمب شرعنته لسبب ما فإن هذا القرار لا يمكن تطبيقه في الواقع. لا يمكن لأحد الآن أن يستعيد بشار الأسد إلى الوضعية التي كان فيها في عام 2011. شرعنة بشار الأسد كحاكم لسورية بأكملها باتت أمرا مستحيلا، حتى لو فرضنا جدلا أن ترمب يريد ذلك.

السؤال المطروح الآن هو حول المساحة التي سيستمر بشار الأسد في حكمها. كثيرون سوف يضغطون لأجل ترك بشار الأسد في دمشق وسورية المفيدة بدعوى إنهاء الحرب وإعادة الإعمار ونحو ذلك من الأضاليل. السوريون والعرب يجب أن يرفضوا أي طرح لشرعنة بشار الأسد حتى ولو على متر مربع واحد.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s