لاحظوا الأسى الذي تبديه صحيفة الأخبار بسبب التطورات في الرقة.
هذا الأسى هو مفهوم، لأن ما حصل في الرقة هو شيء كبير. أهم ما فيه هو أنه عمل سوري بمعظمه. صحيفة الأخبار تركز على الدور الأميركي رغم أن الدور الأميركي هو محدود جدا. العدد الإجمالي للأميركيين في سورية كان حتى وقت قريب لا يزيد على 400 عنصر من القوات الخاصة، والآن ارتفع العدد ووصل إلى أقل من ألفين، في حين أن عديد السوريين في قسد يزيد على خمسين ألف شخص.
الدعاية التركية الخبيثة أوهمت الناس أن قسد هي فصيل كردي، ولكن الحقيقة هي أن قسد تضم عددا من العرب يفوق بأضعاف كثيرة عدد العرب المشاركين في درع الفرات. القوات التي شاركت في عملية الإنزال الأخيرة قرب الطبقة هي عربية وليست كردية.
الدعاية التافهة لآل سعود أوهمت بعض الناس أن أميركا لا تفعل شيئا ضد إيران في سورية. في الماضي رددنا على هذه الدعاية وأوضحنا أن أميركا هي الجهة الوحيدة التي تعمل بشكل جدي ضد إيران، وأما آل سعود أنفسهم فهم لا يفعلون شيئا سوى الزعيق والنهيق ودعم إيران بشكل غير مباشر عبر دعمهم لأردوغان.
الآن نحن نرى أن جهود باراك أوباما أثمرت وأدت إلى تحرير الرقة. ما يثير الأسى لدى صحيفة الأخبار (ولدى مصادرها في مخابرات بشار الأسد) هي أمور صنعها باراك أوباما الذي اتهمه آل سعود بعدم فعل شيء. أنا أسأل آل سعود: ما الذي فعلتموه أنتم في سورية؟ أنتم لم تفعلوا شيئا سوى أنكم دعمتم إيران عبر دعمكم لأردوغان.
تحول إيران إلى المذهب الشيعي بواسطة الدولة الصفوية التركمانية عام 1501م
الصفويون هم مجموعة من التركمان غزوا منطقة أردبيل في إيران ثم حكمت إيران منذ عام 1501 وحتى عام 1736م. حكمت في أوسع إمتداد لها كامل إيران الحديثة و أذربيجان وأرمينيا و معظم جورجيا وشمال القوقاز و افغانستان بالإضافة إلى أجزاء من تركيا و باكستان و تركمانستان وأوزباكستان.
في تلك الفترة تم تحويل الإيرانيين قسريا من المذهب السني إلى المذهب الشيعي بواسطة الدولة الصفوية الفارسية التركمانية الأصل على مدى القرنيين ال 16 و 18 و بذلك أصبحت إيران المعقل الرئيسي للإسلام الشيعي كنقيض ضد الإسلام السني التركماني. في سنة 1501م تم اتخاذ المذهب الشيعي الإثني عشري والذي يعرف أيضا بالإمامي مذهبًا رسميًا للدولة الصفوية.
لقد كان ذلك من نقاط التحول الأكثر أهمية في تاريخ الإسلام و تاريخ إيران. و كنتيجة مباشرة تم تحويل جميع السكان في أراضي دول إيران الحالية و أذربيجان و المناطق المجاورة إلى الإسلام الشيعي في نفس الوقت.
كانت السلالة الصفوية (1501-1736) التي أستولت علي إيران من أصول فارسية تركمانية وليست من أصول إيرانية. وقد أجبرت القوميات الإيرانية بالقوة لإتباع المذهب الشيعي الجعفري المسمي أيضا الإثني عشر. و حتي هذا المذهب الشيعي التركماني الذي فرض علي الإيرانيين كان نسخة مستمدة من مذهب شيعي آخر صنع بواسطة التركمان في الأناضول و لازال يسمي بمذهب العلاهية Alevis و الذي نشا مع الدولة السلوقية فور نزوح التركمان لأراضي القوقاز و الأناضول. و يعتبر المذهب العلاهي مزيج بين التشيع و الصوفية التركمانية.
كانت الغالبية العظمي من سكان إيران من السنة علي المذهبين الشافعي والحنفي حتى تم انتصار الصفويين و الذين كانوا أنفسهم في البداية يدعوا أنهم من الشافعية المتصوفة بينما هم غزاة يتخذوا من الدين مطية. ومن المفارقات الغريبة أن الدولة العثمانية التركمانية حتي نهاية القرن الخامس عشر و ظلت ترسل علمائها إلي إيران لتعلم المذهب السني و ذلك لعدم وجود مدارس دينية في الإمبراطورية العثمانية. ثم بعد ذلك مباشرة أصبحت الدولة العثمانية التركمانية الدولة السنية الأكثر بروزا و العدو اللدود الأقوى ضد الصفوية الشيعية في إيران و التي فرضها علي الإيرانيين نفس هؤلاء التركمان الذين إحتلوا الأناضول من أهلها الأصليين و لاحقا أسموها تركيا و توسعوا في العالم غزوا و نهبا و إفسادا بأسم الإسلام السني المبتدع.
قائمة السلالات الشيعية التي حكمت كل أو أجزاء من إيران و القوقاز توضح أن جميعهم من أصول تركمانية و ليست إيرانية. و هذه القائمة تضم الآتي: آل جستان (791-974 م) و علويو مزندران (864-929 م) و العيشانيون (912-961 م) و الزياريون (928-1043) و البويهيون (934-1062 م) و الحسنويون (959-1015 م) و بنو كاكوية (1008-1051 م) و الدولة الإسماعيلية (1090-1256 م) و إيلخانية (1256-1335 م) و السربداريون (1332-1386 م) و الجلائريون (1335-1432 م) و الشوبانيون (1335-1357 م) و آل اینجو (1335-1357 م) و المرعشيون (1359-1582 م) و قراقويونلو (1375-1468 م) و الدولة المشعشعية (1436-1729 م) و الدولة الصفوية (1501-1736 م) و خانية باكو (1753-1806 م) و خانية اريفان (1604-1828) و الدولة الأفشارية (1736-1796 م) و خانية دربند (1747-1806 م) و خانية كنجه (1747-1804 م) و خانية طاليش (1747-1828 م) و خانات نخجوان (1747-1813 م) و خانية القره باغ (1747-1822 م) و الدولة الزندية (1750-1794 م) و القاجاريون (1785-1925 م) و الدولة البهلوية (1925-1979 م).
ظهرت كل طوائف الإسلام سواء السنية أو الشيعية أو الصوفية بعد فترة طويلة جدا أكثر من مائة عام من الحرب الإهلية الإسلامية العظمى “فتنة الكبري الأولي” (أثناء 656-661 م) الذي دمر الإسلام الأصلي. و ظهرت جميع تلك المذاهب و الطوائف و المدارس تحت ظل كثير من الحكام التركمان الغزاة و الهمجيين و في شكل عروش ملكية مستعمرة و مستبدة غير مقبولة و مخالفة لتعاليم الإسلام الأصلية كما جاء بها الرسول محمد (ص).
https://tarig2.wordpress.com/2017/02/23/%d8%aa%d8%ad%d9%88%d9%84-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b0%d9%87%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%8a%d8%b9%d9%8a-%d8%a8%d9%88%d8%a7%d8%b3%d8%b7%d8%a9-%d8%a7%d9%84