التطورات الجارية في الرقة هي مبشرة وتدل على أن الأميركيين وقسد سوف يتمكنون من تحرير المدينة، وبعد تحرير الرقة سوف يأتي دور دير الزور.
في النهاية سوف تكون محافظة الرقة محررة بالكامل، وأما دير الزور (كما الحسكة) فربما ستحوي جيبا صغيرا يضم بعض شبيحة الأسد المحاصرين.
وجود جيوب الشبيحة داخل المناطق المحررة يزعج البعض، ولكنني لا أرى أن هذه مشكلة كبيرة. أنا أصلا كنت منذ بداية التمرد المسلح أدعو الثوار لمحاصرة قوات الأسد بدلا من الاشتباك معها. لا يوجد ضير في محاصرة الشبيحة داخل بعض الجيوب. في النهاية هم يجب أن يفهموا أن بشار الأسد انتهى. عندما يفهمون ذلك سوف ينشقون عنه وسوف تنتهي قصة الجيوب بشكل سلمي ودون سفك للدماء.
حزب پيد سوف يسعى للسيطرة سياسيا على الرقة ودير الزور بهدف تعزيز حضوره، ولكن الأميركان يفهمون جيدا أن حكم هذه المدن هو غير ممكن إلا بتعاون السكان المحليين، ولهذا السبب يحرص الأميركان على التواصل مع العشائر العربية لإعطائها الدور الأساسي في مستقبل الرقة ودير الزور.
الأميركان نجحوا سابقا في تحرير منبج وإدارتها، وأنا لا أرى سببا سيجعلهم يفشلون في تكرار نفس النموذج في الرقة ودير الزور.
بعد تحرير الرقة ودير الزور سوف يأتي وقت الحل السياسي الشامل في سورية. الروس سوف يضغطون على الأميركان والأكراد لعقد تسوية تؤدي إلى احتفاظ بشار الأسد بسورية المفيدة. لمنع هذه التسوية لا بد من تدخل عربي قوي، ولكن الأمر المؤسف هو أننا لا نرى إلى الآن تدخلا عربيا في مناطق التحالف الدولي.
إذا كان آل سعود جادين في معارضة بشار الأسد فيجب عليهم أن يتدخلوا بقواتهم في الرقة ودير الزور، وإلا فلا تستغربوا بعد ذلك إن حصلت تسوية أميركية-روسية تؤدي إلى ترك بشار الأسد في دمشق وسورية المفيدة.