مقال مهم للعميد مصطفى الشيخ.
هو ينقد السياسة التركية على نحو جريء. أكثر ما لفتني هو هذه الفقرة:
ناهيك كذلك عن استخدام فصائل من الجيش الحر في معارك ليست لصالح سوريا الموحدة وزادت الجرح بين الاكراد والثورة بغض النظر عن الاخطاء الاستراتيجية التي وقع فيها الاكراد واخرها تصرفات قسد وتنسيقها مع النظام.
هو يقول أن القتال ضد الأكراد لا يصب في مصلحة سوريا الموحدة. هذا الكلام هو صحيح وحكيم، وهو يتناقض تماما مع الدعاية التركية ودعاية بشار الأسد التي تزعم أن محاربة الأكراد هي محاربة للتقسيم.
أنا أحيي العميد لكتابته هذا المقال الجريء. لا أدري أين يقيم ولكنني لا أظنه موجودا في تركيا. من مشاكل الثورة السورية أن كثيرا من المعارضين السوريين هم موجودون في تركيا أو معتمدون عليها ولهذا السبب هم لا يتمكنون من قول الصراحة حول السياسة التركية.
الأكراد السوريون يجب أن يأخذوا العبرة من هذا المثال. كثير من المعارضين السوريين هم ليسوا بالفعل معادين للأكراد ولكنهم يضطرون لإظهار العداء للأكراد بسبب الضغوط التركية.
أنا واثق من أن معظم ثوار الائتلاف هم ليسوا مقتنعين في قرارة أنفسهم بالحرب ضد الأكراد. هذه الحرب لا تتناسب مع ثقافة السوريين، وخاصة الحلبيين. أنا سكنت في حلب ولمست التواجد الكثيف للأكراد هناك. عدد الأكراد في مدينة حلب وفي محافظة حلب هو عدد ضخم. العلاقات بين الأكراد وغير الأكراد في حلب هي عادية وخالية من المشاكل.
لدي ملاحظة واحدة على المقال وهي أن الكاتب يبالغ في تصوير ما حصل في حلب. هو يصور ما حصل في حلب وكأنه نهاية الثورة السورية ونهاية سورية بأكملها. هذا الأسلوب في التفكير هو نفس أسلوب القوميين الدمشقيين الذين يختزلون سورية بأكملها في دمشق ولا يرون العالم سوى من خلال ثقب دمشق التي يتخيلونها عاصمة العالم في حين أنها ليست عاصمة العالم وليست حتى عاصمة سورية.
ما حصل في حلب كان أمرا مؤسفا وكارثيا، ولكن بشار الأسد ما زال بعيدا من السيطرة على سورية. النصف الشرقي من سورية ما زال بأكمله خارج سلطة بشار الأسد، وحتى سورية المفيدة هي ليست مستقرة تحت سلطته. بشار الأسد لا يستطيع أن يحتل سورية عسكريا. هذه الفكرة من أساسها هي مجرد وهم وخرافة دعائية.
طرد بشار الأسد من مدينة حلب ما زال أمرا ممكنا، وهو سيحصل في النهاية، ولكن في المرحلة الحالية يجب علينا أن نركز على الأمور الأسهل والأقرب. يجب أن نركز على تحرير الرقة ودير الزور، ويجب أن نتعاون مع الأكراد ونشجعهم على قطع صلاتهم مع بشار الأسد. إذا حررنا الرقة ودير الزور فيمكننا أن نؤسس هناك حكومة لسورية، وتأسيس الحكومة (لو نجح) سيغير كل شيء.
كما نقول دائما: ليس صحيحا أن تأسيس حكومة في سورية يعني تقسيم سورية. كل بلد في العالم يجب أن تكون فيه حكومة ولا يجوز أن نترك سورية دون حكومة بحجة منع تقسيمها. من هو ضد التقسيم يجب أن يكافح التطبيع مع بشار الأسد لأن ذلك التطبيع هو الخطر الحقيقي الذي يهدد بالتقسيم.