التقدم الأخير للثوار في دمشق أثار الحماسة، وهذا أمر مفهوم.
تخيلوا لو أن هؤلاء الثوار وصلوا إلى وكر بشار الأسد ونجحوا في اقتلاعه من هناك؟ لو حصل ذلك فهو سيختصر سنوات من عمر الأزمة السورية (كما نقول دائما: اقتلاع بشار الأسد لا يحل الأزمة السورية ولكنه يحرك الأزمة نحو الحل).
ولكن هذا الحلم هو أجمل من أن يتحقق. لو أحس بشار الأسد باقتراب الثوار من وكره فهو سوف يستحل كل شيء ومن المرجح أنه سيطبق في دمشق “السيناريو الحلبي”.
ما نقصده بالسيناريو الحلبي هو ليس فقط التدمير الشامل وإنما اللجوء إلى صفقات سياسية و”جيوسياسية” بهدف استمداد الدعم الخارجي. معنى ذلك هو أن بشار الأسد سيلجأ إلى عقد صفقات جديدة على غرار الصفقة الكيماوية لعام 2013 وصفقة “درع الفرات” لعام 2016 لكي يحصل على الدعم من جهات خارجية.
ما يلي مثال عملي على ما أقصده: بشار الأسد قد يرسل رسائل إلى ملك الأردن يطلب منه أن يتدخل عسكريا ضد الإرهابيين، وملك الأردن (ومعه الإسرائيليون) لن يفوتوا تلك الفرصة. هم سيحتلون منطقة آمنة داخل سورية على غرار منطقة “درع الفرات”، وفي مقابل ذلك هم سيساندون بشار الأسد وسيمنعون استخلاصه من وكره.
هكذا سيناريو هو ليس خيالا جامحا بل هو سبق أن حصل فعلا في الشمال. صفقة “درع الفرات” قلبت الواقع الميداني في شمال سورية على نحو جذري، لأنها حولت أردوغان إلى حليف عسكري غير معلن لبشار الأسد. نفس الأمر يمكن أن يتكرر في الجنوب لو ضاق الخناق على بشار الأسد.
لا توجد حلول سحرية للأزمة السورية. هذه الأزمة هي ليست مجرد أزمة سياسية أو أزمة حكومية ولكنها أزمة طائفية ذات جذور عميقة تسبق بكثير العام 2011. أزمة بهذا التعقيد تحتاج لسنوات كثيرة لحلها. الأمر المؤسف هو أن أردوغان أضاع من عمر السوريين ست سنوات بسبب أعماله التي أعاقت إحراز أي تقدم نحو الحل.
الخطوة الأولى لحل الأزمة هي تأسيس حكومة. دون وجود حكومة لا يمكن أبدا أن تستتب الأمور. هذه مسألة بديهية يجب أن تكون معلومة بالفطرة. المصيبة هي أن أردوغان يمنع تأسيس حكومة في سورية. هو يريد ضم سورية إلى تركيا على شكل محافظات تخلو من أية حكومات محلية. لكي تعرفوا النموذج الذي يريده أردوغان انظروا إلى منطقة “درع الفرات”. هو يسمح لثوار الائتلاف بأن يرفعوا علم الانفصال في تلك المنطقة لكي يفرحوا به، ولكنه لا يسمح لهم بتأسيس حكومة حقيقية. في عقل أردوغان الحكومة يجب أن تكون موجودة حصرا في أنقرة.
إضافة توضيحية: تأسيس الحكومة (بعد نجاحه) سيؤدي لعزل بشار الأسد دوليا وسيمنع الأمم المتحدة من التعامل معه بوصفه حكومة. آنذاك سيكون بشار الأسد مجرد مجرم فار من وجه العدالة ولن يكون بمقدور روسيا وإيران أن يدعموه بحجة أنه حكومة. الحكومة الجديدة ستحيل ملفه للقضاء الدولي وهذا سيرغم كل الجهات في العالم على تسليمه.
يا ذيل الخنزير، ايها الساقط الحمق. كفى تهليلا لكل ارهابي وهابي تكفيري صهيوني، لكونه انه يعمل على قتل الشعب السوري، وبحجة انه مناوىء للرئيس العروبي والبطل القومي الرئيس بشار الأسدز انت مهووس ومسكون بالكراهية لكل ما هو ومن هو عروبي وسورس، تعبيرا عن حقدك الأعمى على العرب والعروبة، وارتباطك بكل اطياف المعسكر المعادي لأماني الأمة العربية في التحرر والأستقلال. وحتى انك تنحاز الى الكيان الصهيوني وكل اعداء الأمة.