بعد تحييد أردوغان انكشف ضعف قوات بشار الأسد التي يقودها الشبيح المسمى بالنمر.
تلك القوات هي منتشرة على مساحات شاسعة، وهذا يمنح داعش مجالا كبيرا للمناورة واستغلال ثغرات الشبيحة.
في الماضي كتبنا أن داعش تتمكن غالبا من هزيمة بشار الأسد لأن داعش تستغل نقطة ضعف بشار الأسد ألا وهي فرط تمدده.
بشار الأسد لا يملك قوات كافية للدفاع عن كل المناطق التي يحتلها. لهذا السبب هو يقوم بتجميع قواته في نقاط محددة ويستدرج ثوار الائتلاف إلى مواجهات مباشرة في تلك النقاط التي يختارها هو، ونتيجة ذلك في الغالب هي مجازر في صفوف ثوار الائتلاف (رغم أننا حذرناهم مرارا من مقاتلة بشار الأسد في المعارك التي يختارها هو).
داعش في المقابل تتجنب الانجرار إلى أفخاخ بشار الأسد وتسعى دائما لمهاجمته في نقاطه الرخوة التي لا يملك فيها قوات كثيرة. لهذا السبب نسمع كثيرا عن انتصارات لداعش ضد بشار الأسد (آخرها ما نسمع عنه الآن في ريف حلب الشرقي).
بشار الأسد يعلن الآن عن انتصارات كبيرة في تدمر. عندما أسمع أخبار تلك الانتصارات فأنا لا أعطيها أهمية كبيرة. أنا أفترض أن داعش تنسحب من أمام بشار الأسد على تلك الجبهة لأن قادة داعش يعلمون أن بشار الأسد وداعميه زجوا بقوات كبيرة هناك.
قادة داعش في تدمر كانوا يعلمون سلفا أن بشار الأسد وداعميه سيأتون بقوات كبيرة وسيستعيدون المنطقة. لهذا السبب هم قرروا تدمير آبار الغاز في تلك المنطقة حتى لا يستفيد منها بشار الأسد عند استعادتها.
ما تقوم به داعش ضد بشار الأسد هو عين حرب العصابات التي طالبنا ثوار الائتلاف بخوضها. ولكن ثوار الائتلاف للأسف لم يستجيبوا لذلك. هم أفنوا أنفسهم في معارك غير متكافئة مع بشار الأسد، والآن هم ينتقلون إلى نوع جديد من العبث هو العمليات الإرهابية الطائفية. ثوار الائتلاف هم مستعدون للقيام بكل أنواع العبث ولكنهم ليسوا مستعدين لخوض حرب عصابات ضد بشار الأسد، رغم أن حرب العصابات هي الشيء الوحيد الذي يمكن أن يؤثر فعلا في بشار الأسد.
لو أن تدمر كانت مع ثوار الائتلاف لكانوا أفنوا أنفسهم في الدفاع عنها، ومن بقي منهم حيا بعد تلك المعركة الخاسرة كان سيأتي لكي يفجر نفسه وسط المدنيين. هم ما كانوا سيفعلون شيئا لآبار الغاز ولا لخطوط الإمداد العسكرية ولا لأي هدف يؤثر في بشار الأسد.