ثوار الائتلاف ينتقلون إلى حرب التفجيرات… ولا حل لوقفها سوى محاكمة بشار الأسد

تحدثنا في هذه المدونة سابقا عن مرحلة حرب التفجيرات التي توقعنا أنها ستأتي بعد مرحلة المعارك المباشرة. يبدو أننا الآن ندخل مرحلة حرب التفجيرات.

هذا خبر تفجير جديد في حمص. وصف التفجير يوحي بأنه إرهابي (يبدو أنه جريمة كراهية طائفية جديدة).

بعض مؤيدي بشار الأسد قد يحاولون أن يلوموا جهات خارجية. هم قد يتهمون تركيا مثلا بالمسؤولية عن هذه التفجيرات (خاصة وأنها تتزامن مع مقاطعة ثوار أردوغان لمحادثات أستانة). حتى لو فرضنا بأن تركيا لها دور في هذه التفجيرات فإن من ينفذون التفجيرات هم سوريون وليسوا أتراكا. أساس المشكلة هو داخلي سوري.

هناك ربما علاقة بين تصاعد التفجيرات في حمص وبين ما يجري في حي الوعر. بشار الأسد (ومن ورائه إيران) يحاولون تهجير المعارضين من حي الوعر لكي يستكملوا عملية تطهير المدينة. لا بد أن اكتمال التطهير يولد مرارة وحقدا كبيرا في نفوس ثوار الائتلاف، ولهذا هم يلجؤون إلى العمليات الإرهابية (كما كان متوقعا).

هذه التفجيرات ستستمر لزمن طويل جدا. حتى خلع بشار الأسد من السلطة في دمشق لن يوقف هذه التفجيرات بل هو على الأغلب سيفاقمها، لأن الروس يريدون أن يأخذوا بشار الأسد إلى منتجع سياحي بعد خلعه، ولا أحسب أن ذلك سيشفي غليل ضحايا بشار الأسد بل هو سيزيد من حقدهم على العلويين وأيضا على المعارضين الذين سيقبلون بالصفقة الروسية التي ستنقذ بشار الأسد من العقاب.

لا يوجد حل لمشكلة التفجيرات سوى بمصالحة ثوار الائتلاف مع العلويين. المدخل إلى هذه المصالحة هو محاكمة بشار الأسد ومعاقبته. إذا لم يحاكم بشار الأسد فسوف يستمر ثوار الائتلاف في استهداف العلويين بالتفجيرات وبغير ذلك.

الأمر المؤسف في هذه التفجيرات هو أنها لا تؤثر بشيء سلبي على بشار الأسد. هي ليست عمليات عسكرية وإنما مجرد أعمال تهدف للتنفيس عن حقد وكراهية متراكمة.

الأفضل من هذه التفجيرات الإرهابية العبثية هو القيام بتفجيرات تستهدف مصالح بشار الأسد (مصادر تمويله، مخازن أسلحته، خطوط إمداده، إلخ).

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s