صُعقت قبل يومين عندما رأيت على موقع تويتر أعدادا هائلة من العرب الذين يظهرون التأييد لأردوغان في مهزلته الحالية مع الدول الأوروبية.
ما هو الشيء الذي يستحق التأييد في هذه المهزلة؟ أردوغان يفتعل معركة إعلامية جديدة مع الدول الأوروبية لأنه يريد كسب التأييد في استفتاء تغيير الدستور.
كلما كانت هناك مناسبة انتخابية يلجأ أردوغان إلى اختلاق هكذا معارك إعلامية عبثية بهدف كسب تأييد سفهاء الأحلام. استفتاء تغيير الدستور هو حدث كبير بالنسبة لأردوغان، ولهذا السبب هو يكثف الآن من سفاهاته الإعلامية.
هو اختلق معركة عبثية مع أميركا حول منبج، والآن هو يختلق معركة عبثية مع أوروبا. هو يحارب أميركا من على اليمين وأوروبا من على الشمال. يا له من بطل لا يساوي نصف فرنك.
هو يريد أن يغير الدستور لكي يحول نفسه إلى طاغية رسمي. هو يريد زيادة صلاحياته وإضعاف صلاحيات البرلمان. هو لا ينوي ترك السلطة.
ألا يعلم من يهللون لهذا الطاغية المجرم أنه دمر مدينة حلب وسلمها إلى الميليشيات الطائفية؟ وأنه تسبب في وصول الميليشيات الطائفية إلى نهر الفرات واقترابها من الرقة؟ ألا يعلمون أنه دمر المعارضة السورية وتسبب في وصول سورية إلى وضعها الكارثي الحالي؟ ناهيك عن الإجرام الذي ارتكبه بحق الأكراد. هو أشعل حربا مع الأكراد في تركيا ودمر مناطقهم لأنه أراد شحن أتباعه الغوغاء حتى يسيروا معه في مشروع تغيير الدستور.
قبل فترة تطرقت إلى قضية تقديس الأتراك لأتاتورك وأشرت إلى أن بعض المراقبين وصفوها بأنها personality cult. ذلك الوصف لا يصح بالنسبة لأتاتورك في زماننا، ولكنه يصح بالنسبة لأردوغان. تقديس بعض الناس لأردوغان لا يمكن تفسيره سوى على أنه عبادة لشخصية أردوغان. هم يعبدونه فقط لأنه أردوغان، غير مبالين بكل طوامه.
لا أدري ما هي الميزة التي تجعل أي شخص ينجذب إلى هذه الشخصية المريضة التافهة المجرمة. إن كان أردوغان إلها فهو ليس إلها لشيء سوى الطغيان والتفاهة والإجرام. هم يحبونه ويعبدونه بسبب تفاهاته الإعلامية. هو إله للتفاهة.