هدنة أستانة وفرت الظروف الملائمة لهجوم بشار الأسد باتجاه الرقة… وفرط التمدد سوف يؤدي لانتكاس بشار الأسد مجددا

قبل فترة ليست بالطويلة كان بشار الأسد مهزوما أمام داعش في تدمر ودير الزور وخناصر، ولكننا الآن نسمع عن تقدم سريع مفاجئ لبشار الأسد ضد داعش على كل الجبهات.

ما الذي حصل خلال وقت قصير وقلب الموازين لمصلحة بشار الأسد؟

من الممكن نظريا أن ما حصل هو التالي:

  • الإيرانيون أرسلوا المزيد من الشبيحة إلى سورية.
  • الروس أرسلوا جنودا ونشروهم في بعض المناطق التي يحتلها شبيحة إيران بهدف تحرير شبيحة إيران والسماح لهم بالذهاب إلى الجبهات (قرأنا ما يوحي بأن مثل هذا حصل في ريف دمشق).
  • بشار الأسد تمكن من تجنيد أعداد إضافية من الشبيحة السوريين.

ولكن الأهم من كل ذلك هو أن أردوغان سمح لبشار الأسد بإخراج شبيحته من مدينة حلب وأخذهم إلى الريف الشرقي. قبل صفقة “درع الفرات” كان بشار الأسد مضطرا لإبقاء أعداد لا بأس بها من الشبيحة داخل مدينة حلب، ولكن بعد الصفقة مع أردوغان أتى جنود روس وانتشروا في مدينة حلب المهجورة، وهذا سمح لبشار الأسد بإخراج الشبيحة من حلب وأخذهم على ما يبدو باتجاه الرقة.

حاليا مدينة حلب هي هادئة ولا تشهد أية عمليات لاستغلال حالة الفراغ هناك. سبب ذلك هو أردوغان. لولا الهدنة التي عقدها أردوغان في أستانة (وغيرها من الاتفاقات مع الروس) لكان ثوار الائتلاف استغلوا خروج الشبيحة من مدينة حلب وقاموا بعمليات فيها.

أردوغان وفر الظروف المناسبة لشبيحة الأسد لكي يخرجوا من حلب ويذهبوا إلى الرقة لإفشال عملية تحريرها.

هذه الاندفاعة الأسدية ضد داعش هي مصطنعة وغير واقعية. هي مبنية بالكامل على الدعم الأردوغاني. لو فرضنا أن أردوغان غير سياسته الداعمة لبشار الأسد فإن خطوط بشار الأسد الخلفية سوف تنهار وسوف تتلاشى الاندفاعة التي نشاهدها الآن ضد داعش بسرعة لا تقل عن السرعة التي احتلت بها داعش مدينة تدمر مؤخرا.

لنفرض نظريا أن بشار الأسد احتل الرقة ودير الزور. لو اهتز التحالف بين بشار الأسد وأردوغان لسبب ما فإن ثوار أردوغان يمكن أن يتحركوا مجددا في حلب وإدلب واللاذقية، وهذا سيشتت بشار الأسد مجددا وسيؤدي لخلخلة احتلاله للمناطق البعيدة مثل الرقة ودير الزور، أي أننا سنشهد تكرارا لما حصل في السابق عندما اضطر بشار الأسد للانسحاب من الرقة وغيرها.

تهافت بشار الأسد للتمدد نحو الرقة هو مبني على اعتبارات سياسية محضة. من الناحية العسكرية ما يقوم به بشار الأسد الآن في شمال سورية هو انتحار عسكري. هو ينشر شبيحته في مساحات شاسعة لا تتناسب مع عديدهم وإمكاناتهم. بذلك هو يشتتهم ويجعلهم أهدافا سهلة لداعش وغيرها من الفصائل التي قد تنشط ضده لاحقا.

اندفاعة بشار الأسد الحالية نحو الرقة تذكرني باندفاعته السابقة نحو الرقة التي انتهت بهزيمة فضائحية. هذه الاندفاعة تبدو غريبة ولا أدري إلى متى ستستمر بهذا الشكل. قوات بشار الأسد تغوص الآن في عمق مناطق داعش وتبتعد كثيرا عن قواعدها الخلفية. هل هذه القوات التعيسة تملك القدرات العددية واللوجستية والاقتصادية التي تمكنها من احتلال مناطق شاسعة مثل ريف حلب الشرقي والرقة ودير الزور؟ عندما أفكر بذلك أشعر بأنني أفكر في نكتة وليس في شيء جدي.

رأيي هو أن التمدد الأسدي السريع الذي نراه حاليا في المناطق البعيدة عن دمشق (ريف حلب الشرقي وتدمر) لا يعدو كونه مسرحية جديدة من إخراج فلاديمر بوتن. هذه المسرحية ستنتهي نهاية تعيسة. بشار الأسد سينتكس مجددا وسيضطر للانسحاب من المناطق التي يحتلها الآن. هو لم يتمكن من السيطرة على محافظتي حلب وإدلب حتى يتمدد باتجاه المحافظات الأبعد كالرقة. السبب الوحيد الذي سمح لبشار الأسد بالتمدد نحو الرقة هو الاتفاق مع أردوغان. هذا الاتفاق قد لا يدوم طويلا. أردوغان يمكن أن يحرك أتباعه مجددا طمعا في استغلال حالة فرط التمدد لشبيحة الأسد. لو حصل ذلك فسوف يكون بقاء شبيحة الأسد في الرقة وما حولها أمرا غير وارد.

رأي واحد حول “هدنة أستانة وفرت الظروف الملائمة لهجوم بشار الأسد باتجاه الرقة… وفرط التمدد سوف يؤدي لانتكاس بشار الأسد مجددا

  1. أي على أساس الحكومة بعد ماتحرر المناطق حتترك الدواعش فيها.,بشان يرجعوا بعدين يهجموا عليها

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s