التحريف والتزوير هو أمر شائع وعادي في الصحافة العربية، ولكنني لم أتوقع رؤيته في صحيفة “الشرق الأوسط” على هذا النحو الفج.
هذا هو رابط المقال الأصلي. قارنوا النص الأصلي مع الترجمة المحرفة التي نشرتها الشرق الأوسط:
النص الأصلي:
While Turkey has supported rebel forces fighting against Assad, it has never come into direct conflict with the Syrian military, and U.S. officials believe it would far rather have the Syrian government in charge of Manbij than the Kurds. There are hopes that Moscow, which has been simultaneously working to improve relations with Turkey, can help persuade Erdogan to back off.
الترجمة المحرفة:
وفي الوقت الذي دعمت فيه تركيا المسلحين الذين يقاتلون الأسد، فإنها لم تدخل في صراع مباشر قط مع الجيش السوري. وثمة آمال منعقدة على نجاح موسكو، التي عملت على تحسين علاقاتها مع تركيا، في المعاونة في إقناع إردوغان بالتراجع.
ما يلي هي ترجمة العبارة المحذوفة:
والمسؤولون الأميركيون يعتقدون أن تركيا تفضل كثيرا أن تسيطر الحكومة السورية على منبج بدلا من الأكراد.
لهذا السبب أنا لا أثق بأية ترجمة وأحاول دائما الرجوع إلى النص الأصلي. التحريف في الترجمات العربية هو أمر أكثر من عادي. هم لا يحرفون فقط المقالات السياسية ولكن حتى المقالات العلمية. مثلا في بعض الأحيان يقوم المترجم بتغيير معنى العبارة الأصلية لأنها لا تناسب قناعاته الدينية (مثلا إذا كان النص الأصلي يذكر عبارة تتعلق بنظرية التطور فإن المترجم يستبدلها بعبارة تتحدث عن قدرة الخالق، وهكذا).
من هو الذي اتخذ قرار التحريف في صحيفة “الشرق الأوسط”؟ هل هو المترجم أم رئيس التحرير أم جهة سياسية تشرف على الصحيفة؟ ألا يعلمون أن هذا الفعل يسقط مصداقيتهم لدى قرائهم؟ صحيفتهم هي من الصحف العربية القليلة التي أقرؤها لظني بأنها صحيفة محترمة، ولكنني الآن لم أعد أراها صحيفة محترمة. الصحيفة يجب أن تعتذر وأن توضح لنا سبب هذا الفعل. كيف تحرفون المقال دون أن تذكروا أنكم تلاعبتم بمحتوياته؟
الجملة التي أزالوها هي أهم جملة في المقال. لاحظوا أيضا أنهم تجاهلوا تصريح رئيس وزراء أردوغان اليوم الذي قال فيه أن تركيا تؤيد تسليم منبج لبشار الأسد.
إضافة: لقد فضحت التزوير على موقع تويتر لدى إحدى كاتبتي المقال. لعل هذا يعلم الصحيفة درسا (إن كانت تهتم. على ما يبدو فإن لهذه الصحيفة سمعة دولية في نشر الترجمات المزورة).