تصريح غريب أطلقه اليوم رئيس وزراء أردوغان.
هو يقول أن تركيا تؤيد تسليم منبج لبشار الأسد. لماذا يصرح بهذا الكلام علنا ويفضح أردوغان أمام مؤيديه السوريين والعرب؟
سبب هذا التصريح هو أن اتفاقية تسليم منبج لم تطبق حتى الآن:
حسب هذا التقرير فإن قوات بشار الأسد لم تدخل إلى ريف منبج الغربي حتى الآن، والأميركان يرسلون تعزيزات إلى ريف منبج الشمالي.
الأتراك يخشون من أن الحديث عن تسليم منبج لبشار الأسد هو مجرد مناورة لكسب الوقت ريثما يرسل الأميركان مزيدا من التعزيزات، وهذا هو سبب التصريح الذي أطلقه يلديريم اليوم.
ملابسات اتفاق تسليم منبج هي غامضة وليست واضحة. الأميركان نفوا في البداية علمهم بذلك الاتفاق، ولكنهم قالوا لاحقا لوسائل إعلام أنهم ليسوا ضده.
أنا افترضت أن تصريحهم الأول (النافي للاتفاق) يهدف لحفظ ماء وجههم وأن تصريحهم الثاني (المؤيد للاتفاق) هو موقفهم الحقيقي، ولكن ماذا لو كان العكس هو الصحيح؟ ماذا لو أن قسد بادرت إلى عقد الصفقة مع الروس دون تنسيق مسبق مع الأميركان؟ قسد قد تكون فعلت ذلك بسبب إحباطها من التخاذل الأميركي في الدفاع عن منبج.
ولكنني أستغرب كيف أن قسد يمكن أن تتخذ قرارا كبيرا كذلك القرار دون مشاورة الأميركان. هذا شيء غير منطقي أبدا. منبج هي تحت سيطرة التحالف الدولي ولا يمكن لقسد أن تقرر تسليمها للروس دون مشاورة الأميركان.
من المحتمل أن حقيقة ما حصل هي ما يلي: الأميركان أجازوا لقسد عقد الاتفاق مع الروس والإعلان عنه، ولكن تلك كانت مجرد مناورة لكسب الوقت ريثما يتمكن الأميركان من إرسال تعزيزات. هذا يفسر المعلومات الواردة في التقرير أعلاه. حسب التقرير فإن الأميركان يرسلون الآن تعزيزات إلى منبج. لماذا يفعلون ذلك إذا كانت نيتهم هي تسليم المدينة للروس وبشار الأسد؟ ولماذا لم يسلموا ريف منبج الغربي للروس وبشار الأسد حتى الآن؟ ولماذا صرح الأتراك اليوم بأنهم يؤيدون تسليم المدينة لبشار الأسد؟ كل هذه المعطيات يمكن تفسيرها إذا افترضنا أن الأميركان هم غير جادين في تسليم منبج ولكنهم على ما يبدو فوجئوا بالهجمة المنسقة بين الأتراك والروس والبارزاني ولهذا السبب لجؤوا إلى مكيدة لكسب الوقت.
هم قد يسمحون لبشار الأسد بتعليق صوره في القرى الحدودية مع أردوغان، ولكن إرسالهم للتعزيزات العسكرية يدل على أنهم ليسوا في وارد الانسحاب. السيطرة الفعلية ستظل للتحالف الدولي وقسد.