كلام جديد لم نقرأ مثله سابقا:
Speaking in Beirut, Lebanon on Monday, Washington’s top military officer in the Middle East said the idea of creating a safe zones in Syria — which President Trump has said is his top national security priority — is “a viable concept” in “areas that have already been secured where we already have humanitarian and stabilization activities ongoing.”
But, U.S. Central Command leader Gen. Joseph Votel added it wouldn’t be easy. “You’ve got to have all of the resources” in place first, including ground troops, to hold and protect the area. Note, however, that he didn’t say U.S. ground forces, meaning it could be a job for local U.S.-trained troops. Plans for any kind of safe zone would likely have been included in the Pentagon’s package of options for defeating ISIS delivered to the White House this week.
ضباط البنتاغون لهم في العادة موقف سلبي من قضية تأسيس المناطق الآمنة في سورية. هم كانوا دائما يهولون حول هذه القضية ويصورونها وكأنها سبب لاندلاع حرب عالمية ثالثة. أنا كتبت في الماضي أن تهويلهم هو غير واقعي (في هذا المقال مثلا). اليوم نحن نسمع كلاما جديدا من جوزف فوتل. هو يقول أن تأسيس المناطق الآمنة هو “تصور قابل للحياة” في “المناطق التي أُمِّنت بالفعل والتي توجد بها بالفعل نشاطات للمساعدة الإنسانية وتحقيق الاستقرار”. هو يقصد بذلك مناطق سيطرة قسد التي زارها مؤخرا.
هذا الكلام هو كلام كبير وهو يغير كل نظرتنا لمستقبل القضية السورية. نحن كنا نعاني من عدم اهتمام الأميركان بمساعدة السوريين لتحقيق الاستقرار الشامل في سورية (هم كانوا يهتمون فقط بمحاربة داعش ولا يهتمون بالصورة الأكبر)، الآن نحن نعلم أن جوزف فوتل على الأقل يؤيد تدخلا أميركيا أكبر بهدف مساعدة السوريين على تحقيق الاستقرار بعيد المدى.
أغلب الأميركان يرون أن القضية السورية لا تعني أميركا بشيء وبالتالي أميركا يجب ألا تتدخل فيها أبدا، خاصة وأن المعارضة السورية هي ليست صديقة لأميركا. دونالد ترمب هو ممن يعبرون عن هذه النظرة بشكل علني (عندما يتحدث عن المعارضين السوريين هو يقول “أننا لا نعلم حتى من هم”، يقصد أنهم ليسوا أصدقاء لنا). سبب هذه النظرة السلبية للمعارضة السورية هو أردوغان.
أردوغان لديه مشاكل مع أميركا بسبب كونه طاغية مجرما تسبب في اندلاع حرب أهلية داخل بلاده. أردوغان أشعل الحرب الأهلية في تركيا لأنه أراد الاستفادة منها لإنجاز مشروعه لتعديل الدستور التركي وتحويل نفسه إلى طاغية رسمي. أيضا التدخل التركي في سورية المسمى بـ”درع الفرات” يهدف لتحقيق نفس الأمر (أردوغان يريد تصوير نفسه أمام الأتراك وكأنه سلطان فاتح أو بطل قومي منتصر على غرار كمال أتاتورك، وبذلك هو يعتقد أنه سيتمكن من تعديل الدستور وتحويل نفسه إلى طاغية مقنن).
مشاكل أردوغان مع أميركا تحولت إلى مشاكل بين معارضة الائتلاف وأميركا: أردوغان لم يحصر مشاكله مع أميركا داخل حدود تركيا ولكنه صدر هذه المشاكل إلى سورية، وهذا انعكس بشكل مدمر على القضية السورية، وخاصة على مدينة حلب التي دفعت الثمن الأكبر.
نصحنا معارضة الائتلاف مليون مرة بأن تبتعد عن أردوغان وأن تتقارب مع قسد والأميركان، ولكن تلك المعارضة رفضت الاستجابة، فكانت النتيجة هي “درع الفرات” وما تسببت به من كوارث.
اليوم قرأت تصريحا لمتحدث باسم معارضة الائتلاف يهاجم فيه الأميركان مجددا. لا أعلم ما هو سبب غضبه ولكن يبدو أنه نفس السبب القديم: هو غاضب لأن أميركا لم تستخدم قواها الإلاهية لكي تجبر بشار الأسد على التنازل وتسليم السلطة في مؤتمر جنيف. رغم أننا في السنة السادسة للأزمة السورية إلا أن معارضي الائتلاف ما زالوا حتى الآن يظنون أن أميركا تقدر على إرغام بشار الأسد على تسليم السلطة ولكنها تمتنع عن فعل ذلك لأنها متآمرة عليهم (معارضو الائتلاف يقولون أن أميركا لو أرادت فإنها تستطيع أن تخلع بشار الأسد في يوم واحد، ولكنها لا تفعل ذلك لأنها متآمرة عليهم).
معارضو الائتلاف ما زالوا كما هم، وهذا لا يساعد القضية السورية في أميركا (ولا في أي مكان). في الفترة الماضية كنا نحاول أن نروج لقسد كبديل لمعارضة الائتلاف، ولكن تلك الجهود لم تثمر الكثير لأن آل سعود وغيرهم ما زالوا يتبنون معارضة الائتلاف ويقدمونها كواجهة للمعارضة السورية. إذا كانت واجهة المعارضة فاسدة فإن هذا يشوه صورة المعارضة بأكملها.
جوزف فوتل هو من الأميركيين القلائل الذين تعرفوا إلى قسد عن قرب، ولهذا السبب نحن نرى أن موقفه من التدخل في سورية يختلف عن الموقف الأميركي العام. هذا يؤكد ما كنا نقوله دائما من أن أساس المشكلة السورية هو معارضة الائتلاف. معارضة الائتلاف هي التي تشوه صورة القضية السورية وتفسد علاقة السوريين مع أميركا. لولا معارضة الائتلاف لكانت أميركا تدخلت في سورية لمصلحة السوريين، ونحن رأينا هذا التدخل بالفعل مع قسد، ويبدو أننا سنرى المزيد منه في المستقبل.
طبعا أساس المشكلة هو أردوغان، لأن معارضة الائتلاف هي تابعة كليا لأردوغان.