زيارة الجبير لبغداد قد تكون مرتبطة بتدخل سعودي قريب في سورية

زيارة عادل الجبير لبغداد هي لافتة ولكنها ليست مفاجئة.

نحن ننتظر تدخلا سعوديا في سورية لدعم عمليات التحالف الدولي. التدخل السعودي المرتقب لن ينطلق من تركيا وإنما من العراق.

تركيا هي أكبر داعم لبشار الأسد في العالم. السعوديون هم ضد بشار الأسد. لهذا السبب ليس من الممكن واقعيا أن يكون هناك عمل عسكري مشترك في سورية بين السعودية وتركيا. التدخل السعودي في سورية (إن حصل) سيكون من الأراضي العراقية وفي إطار التحالف الدولي.

التدخل السعودي في سورية من شأنه أن يثير حفيظة الشيعة في الحكومة العراقية، لأن إيران ستقول لهم أن التدخل السعودي في سورية هو تهديد للشيعة في العراق. لكي يحصل التدخل السعودي في سورية لا بد من تدخل أميركي قوي لدى الحكومة العراقية لإقناع شيعتها بأن التدخل السعودي في سورية هو ليس تهديدا وإنما يصب في مصلحة العراق، لأنه يساهم في تهدئة الأوضاع في سورية ويضعف داعش وغيرها من المتطرفين.

طبعا لا أحد يراهن على حكمة آل سعود أو حسن نواياهم. الرهان هو على أميركا التي تقود التحالف الدولي. أميركا هي التي ستضبط التدخل السعودي وستجعله مفيدا للوضع السوري ولوضع المنطقة.

زيارة الجبير لبغداد تسهل مهمة الأميركان في إقناع شيعة الحكومة العراقية يقبول التدخل السعودي في سورية.

طبعا أنا أفترض أن الأميركان هم موافقون على التدخل السعودي في سورية. هناك احتمال آخر وهو أن الأميركان يرفضون التدخل السعودي ويتذرعون بموقف شيعة الحكومة العراقية، وهذا قد يكون سببا دفع السعوديين لإرسال الجبير إلى بغداد.

أنا أرجح أن الأميركان يريدون أن يكون هناك تدخل سعودي وعربي لدعم عملية تحرير الرقة. التدخل السعودي والعربي هو ضروري سياسيا لإفشال التآمر التركي-الإيراني-الروسي. المثلث التركي-الإيراني-الروسي يريد أن يكرر في الرقة نفس السيناريو الذي حصل في حلب.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s