مجلس الأمن القومي في إدارة ترمب يعادي إيران والأسد ولا يثق بالروس… وعملية تحرير الرقة هي محك لمصداقية ترمب

هذا المقال يتحدث عن مجلس الأمن القومي في إدارة ترمب.

رئيس المجلس Michael Flynn هو شخص مشبوه ومتهم بالعمالة لبوتن، ولكن بقية أعضاء المجلس هم عسكريون مخضرمون لعبوا دورا مهما في العمليات العسكرية الأميركية في العراق. حسب المقال فإنهم كانوا معارضين لنهج أوباما الانسحابي من العراق. هم ينظرون بعدائية لإيران ولا يثقون بروسيا.

Harvey and Rayburn were frustrated by Obama’s walking away from Iraq, and thinking that if you “walk away, it will get better,” Pollack said.

“They all worked in Iraq,” a former diplomat from the region, speaking not for attribution, said, referring to Harvey and Rayburn and their team. “They lost many soldiers and colleagues in Iraq due to Iranian IEDs.”

“They know the complexity,” the former regional diplomat continued. “They differentiate between Islamism and the tribal system and just normal people. They worked in Iraq many years. They have good, wise [views].”

Recently, “they are thinking how to put more pressure on Assad,” he added. “How to do safe zones, no-fly zones, [what are the] options, geographically, where they could be. … They don’t trust Russia.”

هم يريدون أن يضغطوا على إيران وأيضا على بشار الأسد.

توجهاتهم نحو بوتن وبشار الأسد تختلف عن توجهات ترمب المعلنة.

هذه التوجهات يجب أن تكون توجهات كل العسكريين في الجيش الأميركي. أنا أظن أن توجهات وزير دفاع ترمب هي ليست بعيدة عن هذه التوجهات.

أي عسكري أميركي سوف يكون على الأغلب ضد إيران وروسيا وبشار الأسد، وهو لن يقبل بمنح تنازلات مجانية للإيرانيين والروس وبشار الأسد.

المقال المشار إليه يقول أن هؤلاء العسكريين سيلعبون دورا مهما في رسم سياسة ترمب في الشرق الأوسط. كثير من وسائل الإعلام الأخرى قالت أن ترمب سيعتمد كثيرا على وزير دفاعه Mattis. إذا كان ترمب سيعتمد على هؤلاء العسكريين لتصحيح السياسة الأميركية في الشرق الأوسط فهذا يعني أن السياسة الأميركية ستتجه نحو التشدد ضد إيران وبشار الأسد.

هذا الكلام كان معروفا سلفا وليست فيه مفاجآت حقيقية (كان متوقعا أن أية إدارة أميركية جديدة ستتشدد ضد إيران وبشار الأسد، لأن إدارة أوباما كانت متراخية معهما)، ولكن البلبلة نشأت بسبب المواقف المشبوهة التي عبر عنها ترمب بشأن بوتن وبشار الأسد، وأيضا بسبب الشبهات التي تحوم حول Michael Flynn وحول وزير الخارجية.

إدارة ترمب تحوي عسكريين مخضرمين لن يقبلوا بالتنازل لبوتن وإيران وبشار الأسد، ولكنها تحوي أيضا شخصيات مشبوهة. ترمب نفسه هو أكبر الشخصيات المشبوهة في الإدارة.

في البداية كانت الشبهات حول ترمب مجرد كلام، ولكننا مؤخرا بدأنا نرى مؤشرات عملية تثير الريبة. أهم مؤشر يجب الانتباه إليه هو ما يجري بشأن عملية تحرير الرقة.

تحرير الرقة هو أهم مشروع أميركي في سورية. في الآونة الأخيرة قرأنا أخبارا توحي بأن ترمب يريد أن يتخلى عن هذا المشروع.

إدارة أوباما والعسكريون في وزارة الدفاع الأميركية يقولون أن أردوغان حاول لأشهر وسنوات أن يعيق عملية تحرير الرقة. هو ظل يعد الأميركان بأنه سيرسل جيشا إلى الرقة لتحريرها وكان يطلب من الأميركان التمهل وانتظار قدوم ذلك الجيش، ولكن لم تكن هناك في الواقع أية مؤشرات على وجود ذلك الجيش. العسكريون في وزارة الدفاع الأميركية كانوا مقتنعين بأن أردوغان يكذب ويخادع وبأنه لا يعتزم تحرير الرقة.

إن كانت هناك من خطة لدى أردوغان لتحرير الرقة فهي لا تختلف عن الخطة التي طبقها في مدينة حلب. هو يريد إرسال الروس والإيرانيين إلى المدينة لكي يدمروها. هذا طبعا لن يحل المشكلة وإنما سيؤدي لتكرار ما حصل في تدمر.

الآن نحن نقرأ أخبارا تقول أن ترمب سينسق عملية تحرير الرقة مع أردوغان. هذه الأخبار تعني في أحسن الأحوال تأجيل عملية تحرير الرقة، وفي أسوأ الأحوال هي تعني أن ترمب صرف النظر كليا عن تحرير الرقة.

أردوغان لا يملك خطة لتحرير الرقة. حسب هذا المقال فإن الأتراك قالوا لرئيس المخابرات الأميركية أنهم سيرسلون عشرة آلاف مقاتل من “الجيش الحر” إلى الرقة لتحريرها بعد اكتمال عملية تحرير الباب. هذا الكلام هو أشبه بنكتة.

أولا، عديد قسد هو أكثر من أربعين ألفا وهي بالكاد قادرة على تحرير الرقة (حسب ما فهمنا فإن قسد لوحدها لا تقدر على ذلك ولكنها تحتاج لدعم إضافي)، فكيف يمكن لعشرة آلاف ممن يسمون بالجيش الحر أن يحرروا الرقة؟

ثانيا، من أين سيأتي أردوغان بعشرة آلاف؟ حسب ما قرأنا فإن عديد المرتزقة الذين يحاربون مع أردوغان في درع الفرات لا يزيد على ألفين، وأكثر المصادر تفاؤلا تقول أنهم خمسة آلاف. طبعا هؤلاء هم ليسوا مدربين ولا منظمين. هم عبارة عن فصائل متناثرة مكونة من جهاديين لا يمتون بصلة إلى التنظيم والانضباط العسكري. أداؤهم العسكري هو مأساوي كما شاهدتموه في عملية درع الفرات.

ثالثا، لو صدقنا أن أردوغان لديه عشرة آلاف من هؤلاء الذين يسمون بالجيش الحر، ولو صدقنا أن هؤلاء يقدرون على تحرير الرقة، فهل هؤلاء يقدرون على حكم الرقة وإدارة شؤونها؟ نحن شاهدنا ما حصل في مدينة جرابلس (التي هي بلدة أصغر بكثير من الرقة). الأتراك اضطروا في النهاية لإخراج “الجيش الحر” كليا من تلك البلدة وهي الآن تحت إدارة تركية مباشرة (وأنا لا أدري مدى تقبل السكان لتلك الإدارة التركية المباشرة).

الأميركان بذلوا جهودا كبيرة للتواصل مع عشائر الرقة وسكانها وهم يسعون لتأسيس مجلس محلي من أبناء المدينة لكي يقود هذا المجلس عملية تحرير المدينة ويتولى إدارتها بعد ذلك (كما حصل في منبج). أين هي خطة أردوغان من كل ذلك؟ هل أردوغان يظن أن شعب الرقة سيتقبل هؤلاء المرتزقة الذين يزعم أنه سيرسلهم لتحرير المدينة؟

رابعا، هناك أسئلة لوجستية بديهية لا نعرف إجابتها: كيف ستصل قوات أردوغان إلى مدينة الرقة؟ نحن رأينا أن وصول قوات درع الفرات إلى مدينة الباب استغرق أشهرا، ولا بد أن وصول تلك القوات إلى الرقة سيستغرق سنوات (إن فرضنا أنه ممكن من الأساس). ناهيك عن أن بشار الأسد هو موجود الآن إلى الجنوب من الباب. هل ستشتبك قوات أردوغان مع بشار الأسد لكي تصل إلى الرقة أم أنها ستذهب إلى هناك بالتنسيق معه؟ وهل ذهاب مرتزقة أردوغان إلى الرقة بالتنسيق مع بشار الأسد سيؤدي لتحرير المدينة أم أنه سيكون تكرارا لسيناريو تدمر؟

خطة تحرير الرقة التي يتحدث عنها أردوغان هي مجرد أكذوبة. أردوغان لا يريد تحرير الرقة ولكنه يريد إعاقة تحريرها. عندما يقول ترمب أنه يقبل بخطة أردوغان فهذا يعني أن ترمب يضيع الوقت أو أنه تخلى كليا عن عملية تحرير الرقة.

هل سيقبل العسكريون في إدارة ترمب وفي وزارة الدفاع بهذه المهازل؟ هم لن يقبلوا بذلك وسيضغطون على ترمب للمضي قدما في تحرير الرقة. ما يفعله ترمب الآن هو مجرد تضييع للوقت.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s