الوقت ما زال باكرا لطرح الفرضيات والنظريات لأن الصورة ما زالت غير واضحة، ولكن المؤشرات الأولية لا تبشر بخير وتوحي بأن سياسة دونالد ترمب في الشرق الأوسط ما هي إلا خطة من بنات أفكار فلاديمر بوتن.

ترمب قال سابقا أنه يؤيد بشار الأسد. هو ذكر اسم هذا المجرم بالحرف وأثنى عليه واعتبر أن تحالفه مع بوتن هو دليل على ذكائه.

حديث ترمب عن بشار الأسد كان يأتي في سياق حديثه عن بوتن.

ترمب ما زال حتى الآن مصرا على موقفه المشبوه من بوتن:

موقف ترمب من بوتن هو أحجية غريبة. أنا فسرتها على أساس عنصرية ترمب، لأن هذا هو التفسير الظاهري، ولكن الحملة التي تعرض لها ترمب بسبب موقفه من بوتن هي ضخمة وكفيلة بإرغامه على تغيير موقفه. إصرار ترمب على ذلك الموقف يدفعنا للشك بوجود أسباب خفية وراءه.

إحدى النظريات التي طرحت في أميركا لتفسير موقف ترمب المشبوه من بوتن هي أنه مدين ماليا لبنوك روسية، وهذا هو سبب إحجامه عن كشف مدفوعاته الضريبية. هناك أيضا قصة الملف السري الذي سربه عميل مخابرات بريطاني والذي يقول أن الروس يملكون معلومات سرية محرجة لترمب (تتعلق باستئجار ترمب لمومسات لكي يتبولن على سرير نام عليه أوباما وزوجته في فندق في روسيا).

بغض النظر عن السر وراء ذلك، يبدو أن ترمب هو مصر على تنفيذ أجندته المتعلقة ببوتن، ويبدو أن سياسته شرق الأوسطية هي من بنات أفكار بوتن.

قبل أيام قرأنا أن ترمب رفض المصادقة على خطة تحرير الرقة التي أعدتها إدارة أوباما، واليوم نقرأ أن ملك الأردن ذهب إلى مؤتمر أستانة بعدما التقى ترمب في واشنطن. لو فسرنا هذه الأمور على ظاهرها فهي تدل على أن ترمب يريد إنهاء التحالف الدولي الذي أسسته إدارة أوباما ويريد أن يسلم سورية لمؤتمر أستانة. حديثه العنتري عن تدمير داعش ليس سوى خداع.

بعبعة إدارة ترمب ضد إيران قد تكون مجرد تمويه لإخفاء الأهداف الحقيقية لهذه الإدارة.

أول من بعبع ضد إيران هو Michael Flynn المتهم بالعمالة لبوتن.

هذا الرجل هو متهم بالعمالة لبوتن ولكنه يبعبع كثيرا ضد إيران، تماما مثل ترمب. لا أدري كيف تستقيم هذه المتناقضات. أنا أخشى أن البعبعة ضد إيران هي مجرد خداع وتمويه.

موقع دبكا الإسرائيلي توقع أن يتدخل ترمب عسكريا في اليمن وليس في سورية. لو حصل ذلك فهو سيؤكد وجود مؤامرة كبيرة يقف وراءها بوتن وينفذها ترمب. ترمب سيتدخل عسكريا في اليمن لكي يرضي آل سعود، ومن جهة أخرى هو سيشارك في مؤتمر أستانة المرفوض من آل سعود والذي يقصي آل سعود. المراد إذن هو إخراج آل سعود من سورية وحصر دورهم في اليمن فقط.

إخراج آل سعود من سورية يوحي بإخراج العرب من هذا البلد العربي. للتغطية على ذلك هم أشركوا طاغوت الأردن في مؤتمر أستانة على أساس أن ذلك يمنح غطاء عربيا للمؤتمر ويشجع بعض الطواغيت العرب الآخرين على الانضمام لاحقا.

على كل حال، أميركا هي أكبر من أن يحركها بوتن على هذا النحو السخيف والمفضوح. القضاء الأميركي أبطل قرار ترمب الذي يحظر دخول المسلمين، وأنا آمل أن وزارة الدفاع الأميركية سوف تبطل مؤامرة بوتن.

هل يعقل أن توافق وزارة الدفاع على الانسحاب من سورية والذهاب إلى اليمن؟ أي إنسان له نصف عقل يدرك أن هذه مجرد مكيدة روسية. الروس والإيرانيون هم مهتمون بسورية وليسوا مهتمين باليمن. المشاركة الروسية-الإيرانية في حرب اليمن هي مجرد مشاركة رمزية إن كانت موجودة من الأساس. الحرب الحقيقية تدور في سورية وليس في اليمن. إذا طلب ترمب الانسحاب من سورية والذهاب إلى اليمن فهذا سيكون دليلا قاطعا على أنه ينفذ سياسة روسية متعارضة مع مصالح الولايات المتحدة.