شبيح أممي متحدثا من حضن الأسد: لا حاجة للمناطق الآمنة في سورية

تحدثنا كثيرا عن جهود الأمم المتحدة في دعم مجرم الحرب بشار الأسد.

هذا مثال جديد. في الأيام الماضية ذهب الشبيح الذي يترأس وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إلى دمشق وقعد في حضن الأسد واستدفأ به، ثم ذهب إلى بيروت ونبح من هناك قائلا بأن المناطق الآمنة لا تصلح في سورية ولا بد من العمل على الحل السياسي.

لدي عدة أسئلة أوجهها لهذا الشبيح:

1. أنت مسؤول عن اللاجئين، ومعظم اللاجئين هم فارون من بشار الأسد كما يقولون في إفاداتهم وبياناتهم، فما هو السبب الذي يجعلك تذهب إلى بشار الأسد وتقعد في حضنه؟ ما هي علاقة بشار الأسد بحل قضية اللاجئين؟ هل ذهبت إلى بشار الأسد لكي تقنعه بتسليم نفسه للمحاكمة؟ لا أحسب أنك فعلت ذلك أيها الشبيح الوغد.

2. أنت نبحت قائلا بأن الحل الأمثل هو الحل السياسي، ولكن كل العالم يعلم أن الحل السياسي هو متعذر بسبب رفض بشار الأسد تسليم نفسه، فهل حاولت أن تقنعه بتسليم نفسه عندما كنت قاعدا في حضنه؟ أم أنك بسلوكك شجعته على التصلب أكثر وبالتالي أنت زدت من استحالة الحل السياسي الذي تدعي أنك تريده؟

كلام هذا الشبيح لا يجب أن يؤخذ بجدية. هذا مجرد وغد منافق. هو لا يهتم بمأساة اللاجئين وكل ما يهمه هو دعم بشار الأسد الذي فر منه اللاجئون.

تحدثنا في الماضي عن الكيفية التي أذلت بها الأمم المتحدة المعارضين السوريين. الأمم المتحدة لم تقبل بإدخال مساعدات للمحاصرين الذين يموتون جوعا بسبب بشار الأسد إلا من بوابة بشار الأسد.

المعارضون المحاصرون لا يعترفون ببشار الأسد كحكومة، فكيف تجبرهم الأمم المتحدة على التعامل معه كحكومة؟ الأمم المتحدة بذلك الفعل قدمت دعما سياسيا لبشار الأسد وشرعنته. هي عمليا قالت للمحاصرين: إما أن تعترفوا بشرعية بشار الأسد أو أنكم ستموتون من الجوع ولن تحصلون على أية مساعدات.

هناك قائمة طويلة من الجرائم التي ارتكبتها الأمم المتحدة بحق السوريين خلال هذه الأزمة. لو كانت الدول الداعمة للمعارضة تحترم نفسها لكانت توقفت عن المساهمة في تمويل هذه الجرائم. من يدفع الأموال للأمم المتحدة بحجة مساعدة السوريين هو لا يساعد السوريين ولكنه يساعد بشار الأسد والاحتلال الإيراني.

قبل فترة أعلن الملك السعودي عن حملة لجمع التبرعات للاجئين السوريين، وكثير من الناس في المملكة السعودية دفعوا الأموال لتلك الحملة. كيف أنفقت تلك الأموال؟ أنا أخشى أنها أعطيت لهذا الشبيح الأممي. السعوديون ساهموا في تمويل هذا الشبيح الأممي الذي زار بشار الأسد وعاد من حضنه نابحا بأن المناطق الآمنة هي غير ضرورية.

نرجو من الدول الداعمة للسوريين أن تتوقف عن تمويل الأمم المتحدة إذا كانت هذه الدول صادقة فعلا في مساندتها للسوريين. من يريد مساعدة السوريين يجب أن يؤسس وكالة خاصة مستقلة لا تعترف ببشار الأسد. مقر الوكالة يجب أن يكون داخل سورية في المناطق الخاضعة لسيطرة التحالف الدولي.

البعض سيقولون: “الوصول إلى المناطق المحاصرة يتطلب موافقة بشار الأسد”. هذه المقولة هي ليست صحيحة. لو كانت الدول الداعمة للمعارضة تحترم نفسها لكانت أسقطت المساعدات جوا على المناطق المحاصرة. ميثاق الأمم المتحدة يجيز ذلك (بل ويطالب به) وفق مبدأ “مسؤولية الحماية” Responsibility to Protect. عندما تكون هناك جرائم ضد الإنسانية فمن الواجب على المجتمع الدولي التدخل لوقفها بغض النظر عن مفهوم السيادة. السيادة تسقط إذا استخدمت لتبرير الجرائم ضد الإنسانية. هذا الكلام هو ليس وجهة نظري ولكنه القانون الدولي.

الدول الداعمة للمعارضة السورية تقاعست عن تطبيق القانون الدولي وسهلت للأمم المتحدة القيام بأعمال تتناقض مع القانون الدولي.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s