ترمب سيعتمد خطة جديدة لمحاربة داعش غير خطة أوباما

حسب هذا المقال فإن ترمب ألغى خطة وضعتها إدارة أوباما لتحرير الرقة.

حسب المقال فإن إدارة ترمب ترى أن خطة أوباما كانت قاصرة وأن هذا هو السبب الذي جعل إدارة أوباما تتلكأ في إقرارها:

The Obama plan required U.S. forces to train the Kurds in using the new equipment and fighting in a densely packed city, but it lacked details about how many U.S. troops would be required and where the training would take place, the Trump administration official said. Trump officials said they were dismayed that there was no provision for coordinating operations with Russia and no clear political strategy for mollifying the Turks.

Nor were there contingency plans if the Kurdish attack stalled, the senior Trump administration official said.

“What bothered us most of all was that there was no Plan B,” the Trump official said.

To the Trump team, it seemed that Obama administration officials had delayed authorizing the plan because they knew it was inadequate and did not want to be held responsible, the official said.

أحد أوجه القصور في الخطة -حسب إدارة ترمب- هو أنها لا تنص على التنسيق مع الروس ولا تتضمن استراتيجية سياسية واضحة لتهدئة الأتراك. بسبب هذا الكلام قال بعض المعلقين أن ترمب ألغى الخطة بسبب عمالته لروسيا وأن هذه هدية من ترمب لروسيا.

من قراءتي للمقال أنا لم أفهم أن ترمب يريد إيقاف الحرب ضد داعش، ولا يوجد أي مؤشر على ذلك، بل بالعكس: ترمب كان وما زال يتهم أوباما بالضعف وعدم الجدية في محاربة داعش، وهو يتوعد بتصعيد الحرب ضد داعش.

القول بأن ترمب هو عميل لروسيا لا يتوافق مع كلام ترمب حول تأسيس المناطق الآمنة في سورية. حسب ما قرأنا فإن ترمب بحث موضوع المناطق الآمنة مع الملك السعودي ومع الملك الأردني. هذه التحركات التي يقوم بها ترمب لا تشي بأنه يريد الانسحاب من سورية وإنما تشي بالعكسهي تشي بأنه يريد فعلا أن يصعد الحرب ضد داعش وأن يزج بالدول العربية في هذه الحرب.

أنا أميل لتصديق الكلام الذي تقوله إدارة ترمب حول خطة أوباما. من الوارد فعلا أن تلك الخطة كانت قاصرة. يجب الانتباه إلى أن إدارة أوباما تلكأت كثيرا في موضوع تحرير الرقة، ومن الملفت أن أوباما ترك السلطة دون أن يجيز خطة الهجوم النهائي على الرقة. هذه مؤشرات تدفعنا للشك في جدية خطة أوباما لتحرير الرقة.

أنا لا أعلم تفاصيل الخطة، ولكن حسب المقال فإن الخطة تنص على أن الأكراد هم من سيحررون الرقة. هل هذا كلام جدي؟ هل الأكراد يستطيعون أن يحرروا الرقة؟ ولو فرضنا أنهم حرروا الرقة فهل كانوا سيذهبون بعد ذلك إلى دير الزور؟ ولو فرضنا أنهم ذهبوا فكم كان سيستغرق ذلك من الوقت؟

من المحتمل أن أوباما قام بهذه الحركة لكي يقول للتاريخ أنه كان ينوي تحرير الرقة وأنه كان يملك خطة ولكنه تأخر في إقرارها، ولكن الحقيقة هي أنه لم يكن يملك خطة واقعية لتحرير الرقة.

لا شك أن إدارة أوباما نجحت في تحرير بعض الأراضي السورية، ولكن سرعة ذلك التحرير كانت بطيئة جدا. أنا تساءلت مرارا عن السبب الذي منع التحالف الدولي من تحرير تدمر ودير الزور؟ لماذا تلكأ التحالف الدولي في تحرير تلك المناطق مع العلم أن آل سعود يقولون أنهم مستعدون للمساهمة في تحريرها؟

إلغاء خطة أوباما لا يعني أن أميركا ستتخلى عن دعم الأكراد كما يوحي هذا المقال المضلل. لا يوجد شيء في مقال واشنطن بوست يتحدث عن وقف دعم الأكراد. على العكس من ذلك، إدارة ترمب ترى أن أحد أوجه القصور في خطة أوباما أنها لم تكن تحوي استراتيجية لتهدئة الأتراك ووقف عدوانهم.

المفهوم من المقال هو أن ترمب يريد أن يوسع قاعدة الحرب ضد داعش. هو ربما يريد أن يزج بالدول العربية في الحرب إلى جانب الأكراد. ما يريده ترمب لا يضر بالأكراد وإنما يصب في مصلحتهم.

العبارة السيئة الوحيدة في المقال هي عبارة “التنسيق مع روسيا”. هذه العبارة هي قطرة السم التي سممت كل المقال، ولكننا يجب أن نتذكر أن ترمب يتحدث دائما عن التنسيق مع روسيا. هذه العبارة هي أحد شعاراته. ما يهمنا هو ليس هذا الشعار النظري وإنما ما سيفعله ترمب في الواقع. ترمب اتصل قبل أيام بالملك السعودي وبحت معه تأسيس المناطق الآمنة في سورية. هذا الخبر هو أهم من الكلام النظري حول التنسيق مع روسيا.

لا أظن أن أحدا في سورية أو خارجها هو ضد التنسيق مع روسيا. المهم هو إبقاء بشار الأسد بعيدا وعدم السماح له بإفشال الحرب ضد داعش. أنا لا أتخيل أن الملك السعودي يمكن أن يساهم في الحرب ضد داعش إلى جانب بشار الأسد. إذا كان ترمب جادا في الاعتماد على الدول العربية فهو سيضطر للابتعاد عن بشار الأسد. التعاون مع بشار الأسد لن يفشل فقط التعاون مع الدول العربية ولكنه سيفشل حتى التعاون مع قسد، لأن الفصائل المكونة لقسد هي كلها ضد بشار الأسد، وقسد لا يمكنها أن تكسب تأييد السكان المحليين إلا إذا كانت ضد بشار الأسد.

المقال المذكور يكشف أمرا بديهيا: ترمب سيعتمد خطة جديدة لمحاربة داعش غير خطة أوباما. نحن كنا نعرف ذلك سلفا. اعتماد خطة جديدة لا يعني أن أميركا ستنقلب على الأكراد.

الأكراد السوريون سوف يظلون حلفاء لأميركا ويسوف يظلون مشاركين في التحالف الدولي، ولكن المأمول في الفترة القادمة هو توسيع مروحة القوى المشاركة في التحالف. المأمول تحديدا هو أن تشارك الدول العربية في الحرب إلى جانب الأكراد. لو حصل ذلك فهو سيصب في مصلحة الأكراد وليس العكس.

رأيان حول “ترمب سيعتمد خطة جديدة لمحاربة داعش غير خطة أوباما

    • صحيح، ولكن قضية الجربا قديمة وتعود إلى عهد أوباما. المطلوب في المرحلة الحالية هو الزج بالدول العربية في الحرب ضد داعش وليس أحمد الجربا فقط.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s