لماذا لا يساعد المجتمع الدولي المناطق المحررة من داعش؟

حسب هذا الخبر فإن “الإدارة الذاتية” في شمال سورية تعجز عن الحصول على قطع غيار لمحطات توليد الكهرباء المتعطلة.

هذه ليست مفاجأة. تشغيل محطات توليد الكهرباء هو ليس أمرا سهلا. أنا أذكر أن الحكومة العراقية بعد سقوط صدام ظلت لسنوات عاجزة عن استجلاب مكونات محطات توليد الكهرباء.

قبل فترة قرأت خبرا يقول أن هيئة تابعة للأمم المتحدة أرسلت مصابيح تعمل بالطاقة الشمسية إلى مدينة الحسكة بهدف إنارة الشوارع هناك. الأحرى بالإدارة الذاتية أن تطلب من أميركا والدول الأوروبية تقديم مساعدات من هذا النوع. اطلبوا منهم تزويدكم بألواح شمسية وبسخانات ماء شمسية. لا أدري لماذا قد يرفضون الاستجابة لذلك.

إحدى المآسي التي تعيشها سورية الآن هي أن منظمات الأمم المتحدة (وربما حتى الاتحاد الأوروبي) ما زالوا يرسلون المساعدات إلى بشار الأسد بدلا من أن يرسلوها إلى المناطق المنكوبة. مناطق سيطرة بشار الأسد هي الأقل تضررا في سورية، ولكن الأمم المتحدة لا تهتم سوى بمساعدة تلك المناطق. بالنسبة للمصابيح الشمسية التي أرسلوها إلى الحسكة فأغلب الظن أنهم أرسلوها أولا إلى بشار الأسد وبعدما باركها بشار الأسد نقلوها إلى الحسكة وركبوها هناك بموافقة بشار الأسد ومباركته. كل المساعدات التي يقدمونها لسورية الآن هي مساعدات مسيسة مسمومة. هذه المساعدات تشرعن بشار الأسد وتجعله ربا للسوريين. حتى الغذاء الذي يدخلونه إلى المناطق المحاصرة يجب أن يذهب أولا إلى بشار الاسد وينال بركته قبل أن يدخل إلى المناطق المحاصرة. هم يستغلون المآسي الإنسانية في المناطق المحاصرة ويجبرون الناس هناك على الأكل من طعام مسموم ببركة بشار الأسد.

هناك تقصير أميركي في هذا المجال. إذا كانت مساعدة الأكراد محرمة فلماذا لا يساعدون العرب في منبج وفي قرى الرقة؟

الأميركان يقولون أنهم لا يرسلون أسلحة إلى الأكراد وإنما إلى العرب المتحالفين مع الأكراد. نفس الأمر يمكن أن يحصل في المساعدات الإنسانية والتنموية. من الممكن أن يرسل الأميركان وغيرهم مساعدات إنسانية وتنموية إلى منبج، وبعد ذلك يمكن لسكان منبج أن يساعدوا الأكراد. لا أدري ما الذي يمنع الأميركان وغيرهم من القيام بذلك.

ما الذي يفعله مسؤولو الإدارة الذاتية في جولاتهم الأوروبية والأميركية؟ ألا يطلبون مساعدات؟ أنا أخشى أن هؤلاء يمضون وقتهم في الترويج للفدرالية بدلا من أن يطلبوا مساعدات لمناطقهم المنكوبة.

الفدرالية لن تأتي من أميركا وأوروبا. الفدرالية ستحصل في النهاية باتفاق بين السوريين، لأن هذه القضية هي أصلا قضية داخلية سورية ومحل بحثها هو ليس في أميركا وأوروبا. عندما يذهب مسؤولو الإدارة الذاتية إلى أميركا وأوروبا يجب أن يركزوا على طلب المساعدات لمناطقهم.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s