اجتماع أستانة لا يمكن أن يقرر مصير سورية لأن الأطراف التي ستشارك في الاجتماع لا تمثل سوى جزء محدود من سورية.
هناك أربعة لاعبين في سورية: التحالف الدولي وداعش وإيران وتركيا. من سيشارك في اجتماع أستانة هما إيران وتركيا، وأما التحالف الدولي وداعش فهما لن يشاركا.
التحالف الدولي وداعش هما الطرفان الأقوى في سورية. هذا الأمر ظهر بوضوح في الأيام الماضية. داعش هزم بشار الأسد في تدمر ودير الزور وأحبط مخطط المحور الإيراني لشن هجوم في ريف حلب الشرقي. داعش أيضا أحبط محاولات تركيا لاحتلال مدينة الباب. في المقابل التحالف الدولي انتزع مساحات شاسعة من الأراضي من داعش واقترب من السيطرة على سد الطبقة.
من سيشاركون في اجتماع أستانة هم مهزومون أمام داعش. هم يخسرون أراضيهم لمصلحة داعش، في حين أن التحالف الدولي يأخذ الأراضي من داعش.
هذا اجتماع للمهزومين والخاسرين في سورية. تركيا وإيران تحاولان أن تتحالفا ضد التحالف الدولي لعل ذلك يحد من خسائرهم وهزائمهم. هم لا يذهبون إلى هذا الاجتماع لأنهم رابحون وإنما على العكس، هم يذهبون إلى الاجتماع بسبب خوفهم مما يحققه التحالف الدولي.
إن وقف إطلاق النار ، وتثبيته، هو من الأولويات بالنسبة للمواطن السوري.. وهو مطلب السوريين جميعاً، وأقصد السوريين الشرفاء، وليس الذين يجلسون خارج سوريا ويريدون إشعالها كي يستفيدوا قدر الإمكان..
الذي يقرأ هذا الكلام يعتقد أن داعش من المنتصرين!
صديقك أبكر ينهزم في الموصل شر هزيمة، بينما أتباعه يحاولون السيطرة على مدينة صغيرة كدير الزور الصابرة نراهم يأكلون الهزائم في الموصل…
إن داعش ينازع، وهذا ليس تحليل، هذه وقائع على الأرض…
بالتفاصيل:
الذي يحمي دير الزور اليوم هم مجموعة لا تتعدى الـ 1000 شخص، وهم يحمون مدينة عدد سكانها لا يتجاوز الـ 150 ألف شخص..
مدينة دير الزور مهمة من الناحية العاطفية للكثيرين وعلى الجيش حمية أهلها من بطش داعش، ولكنها في المرحلة الحالية ليست مهمة..
إذا استطاع العراق هزيمة داعش في الموصل فهذا إنجاز كبير، سيكون له تبعات جدية في دير الزور والرقة..
أما ما يحصل الآن فإن داعش يلعب في الوقت الضائع.. وبالعامي: يتقاوون على كم جندي بالدير…
ولكن نهايتهم ستكون وخيمة..
الأجمل بكل هذا هو أن حتى روسيا ترفض قصف داعش في الدير، وهذا يعني بالضرورة أن تحرير دير الزور القادم سيكون بأيدي سورية وقد نرى مساعدة عراقية..
عجل خطاك .. فالباص منتظر
قصيدة للشاعر والاكاديمي الفلسطيني الكبير د. أحمد حسن المقدسي
في 25 يناير عام 2017
***
عَــــجّـل ْ خـُــطاك َ ، فماذا أنـت َ مُــنْتـظِـر ُ
فـقـد تُـــضِـيْع ُ حـياة ً سـاقـَها الـــقـَـــدَر
الــباصُ أخــضر ُ ، حتمـا ً أنـت َ تعـرفه ُ
يكـاد ُ مِــن ْ زحْـمـة ِ الـركاب ِ ينفـجر ُ
إصـعد ْ ، وإلا فجيـــش ُ الحـق ِّ ” مُـنتبـِـه ٌ ”
” ورأسُــمالِك َ ” طـَـلـْـق ٌ ثـُـم َّ تنـصهر ُ
إصـعد ْ ، فما مِـن ْ فـتاوى ً بَــعْـدُ تـُـنقِذُكم
وحولك َ الأُسْـد ُ لا تـُـبقي ولا تـَـذر ُ
فلا أمامَك َ حُـوْر ٌ سـوف تنـْكِـحُها
ولا وراءَك َ غِــلمان ٌ … ولا حَــوَر ُ
كـم كـنت َ بَغـْـلا ً وقـد صَــدَّقـْـت َ كِــذْبَـتـَهم
بأنها ثـورة ٌ بالحـق ِّ تـَـدَّثِر ُ
كـم أوهمـوك َ بأن َّ اللـه َ ناصِـرُكم
كأنما اللـهُ بالإرهـاب ِ ينتـصِر ُ
كـم أوهمـوك َ بنـصر ٍ من ملائـكة ٍ
تحـوم ُ حـولك َ خـَــيْلا ً لــيس َ تنكـسِر ُ
كـم أوهـموك َ بـأن الــشـام َ سـاقِطة ٌ
وهُـم ْ ، أمام َ شــموخ ِ الـــشام ِ قــد صَــغُــروا
كـم تاجـروا بــدِماكم مِــن ْ فـنادِقِهم
حـيث ُ العمالة ُ .. والـتَّعريص ُ .. والبَـطـَـر ُ
***
أمامَك َ الباص ُ ، حـتى الآن َ مُـنتظِـر ٌ
ومِـن ْ ورائِـك َ إرهـاب ٌ سَــيندثِر
إصـعد ْ ، فــكل ُّ رفـاق الدرب ِ قد صَـعَدوا
دع ِ الـتَّرددَ واذهـب ْ ، إنـه القـدَر ُ
فالجيـش ُ بعــثر َ في المـيدان ِ كِــذْبَـتـَكم
” والثائرون َ ” كجُـرذان ِ الـثرى اندثـروا
جـيش ُ الــشآم ِ أبابيـل ٌ مُـظـَفَّرَة ٌ
فحيث ُ كانَ ، يكـون ُ النـصْر ُ والـظَّـفَر
مرحـى لجيــش ٍ إذا ما اســتـَل َّ صارِمَه ُ
تناثـر َ التـُـرْك ُ .. والأعْـراب ُ .. والتـَّــتّر
فحـــين َ يـــزأر ُ شِــــبْل ُ الــشام ِ فــي حَـلـَــب ٍ
تـَـــــرى العـــــزاء َ لــــدى الأعْـــراب ِ يَـنـتـَــــشِر ُ
***
تبكـي التماسـيح ُ إشـفاقا ً على حَلـَــب ٍ
والقلـب ُ حُــزْنا ً علـى الإرهـاب ِ ينفـطِر ُ
اليـوم َ يَـنـْـدُب ُ قرضاوي وزُمــرتُه ُ
حـين َ اسـتفاق َ على الإرهـاب ِ يندحِـر ُ
كـم جَـمَّل َ الـذبح َ قــرْضاوي وشِــلـَّـتُه ُ
وبــرَّرَ الـسَّـحْـل َ هـذا الخائن ُ القـذِر ُ
وهْـو اـذي بــسياط ِ الـقتل ِ بَـشَّرَنا
وكان َ طـاقيَّة َ الـموسـاد ِ يَـعْـتَـمِـر ُ
مُـفــتي الخيانة ِ للإرهاب ِ مُـنْــشَـكِح ٌ
لـولا الخـيانة ُ ما هامت ْ بـه ِ قطر
عَـواصم ُ الـشَّر ِ غاصـت ْ في عَـمالتِـها
تِـلك َ المَهالك ُ بالأعـداء تفتخِـر
ففـي الكويت ِ مَـناحات ٌ وأدعِــية ٌ
وفي الـدُّويحة ِ يبكي الطير ُ .. والحجر ُ
ما كـان َ حُـزنا ً على الإنـسان ِ فـي حـلـب ٍ
بـل ْ خـَـيْـبَـة ُ القـوم ِ والإرهـاب ُ يُحْـتَضَر ُ
مَـن ْ يـؤمنون َ بـأن َّ البَـوْل َ بَـلــسَمُهم
لو حاربوا جُـثَّة َ الشهباء ِ ، ما انتصروا
تحت َ الحُـطامِ حُـطام ٌ لا مَـــثيل َ لـهُ
حـيث ُ الضمائر ُ والأقلام ُ تـنحَـدر ُ !!
شُـكرا ً لِـمَنْ كَـنَس َ الإرهـاب َ مِــنْ حــلب ٍ
فأسـقط َ الـوهم َ .. والأوهـام ُ تنتحـر ُ
لن ْ يـسكن َ الـشامَ بعــد َ الـيوم ِ مُـرْتـَـزِق ٌ
ولن يـدوس َ ثـراها خائن ٌ أشـر ُ
ســنغْـسِـل ُ الجَـوَّ حـتى مِـن ْ روائِــحِكم
والياسمين ُ علـى الأسوار ِ ينتــشِر ُ
***
تُقـاتِلون َ أسـودا ً لا تـلين ُ ، وهـل
تجـثوا الأسـود ُ إذا ما بـانت الحُـمُر
إصــعد ْ إلى الباص ِ ، لــــن ْ تـُجـدي مُكــابَرَة ٌ
ما قيْـمة ُ القـَـطْر ِ حين َ الـمُزْن ُ ينهَـمِر ُ ؟
للمـرة ِ المليون ِ .. باعــوكم بــلا ثـَـــمَن ٍ
فيا لِـخيْبَتــكمْ .. كـم إنــكم بَــقـَـر ُ