هذا الخبر هو أفضل رد على أردوغان ومؤامراته.

أردوغان يلهث لكي يعوم بشار الأسد ويبث فيه الروح، لأن أردوغان ينظر إلى بشار الأسد كحليف وعون ضد المعارضة السورية والأميركان. ولكن ضربات داعش المتتالية لبشار الأسد تجعلنا نتساءل عن واقعية العون الذي سيجده أردوغان عند بشار الأسد.

في البداية كانت ملحمة تدمر التي خوزقت بشار الأسد وداعميه الروس وخلطت أوراق أردوغان. أردوغان كان يريد أن يستغل كارثة حلب لكي يبرر “تطبيع الوضع في سورية”، ولكن ما حصل في تدمر شوش على انتصار بشار الأسد المزعوم في حلب وصعب مسعى أردوغان. أيضا ما حصل في تدمر أفشل خطة أردوغان للزج ببشار الأسد في منطقة دير حافر بهدف التشويش على عملية تحرير الرقة. والآن أتى تفجير محطات الغاز في تدمر لكي يكون بمثابة الضربة القاضية التي ستجعل أردوغان يلتف حول نفسه ثم يسقط مغميا عليه.

أحد أهداف أردوغان من “تطبيع الوضع في سورية” هو أنه يمني نفسه بالتجارة مع بشار الأسد، ولكن من أين سيأتي بشار الأسد بالمال لكي يشتري بضائع أردوغان؟ بشار الأسد لا يملك مصادر مالية كثيرة. هذه المحطات الغازية التي فجرتها داعش هي ربما أهم المصادر المالية لبشار الأسد. ما يلي كلام ورد في بيان لداعش حول حقل شاعر:

كما أظهر الشريط الحقل وقد وقف فيه 4 عناصر من تنظيم “الدولة الإسلامية” ومن خلفهم منشآت الحقل، وقال أحد المتحدثين: “الحمد لله الذي فتح علينا هذا الفتح بحوله وقوته، فوالله إنما نصرنا بنصر من الله، وقوتنا نستمدها من الله، والحمد لله هذه شاعر ما فتحت إلا بنصر من الله، وهذه الشركة التي كان النصيرية يستمدون منها جل اقتصادهم ودعمهم من النفط والغاز ليحاربوا به الإسلام والمسلمين ويصدوا عن سبيل الله، هي لجنود الدولة الإسلامية وبإذن الله لن نبقِ منها ولن نذؤ”.

بعيدا عن الكلام الساذج حول “النصيرية”، المعنى الأساسي هو صحيح. هذه الشركات الغازية في تدمر هي بالفعل جل اقتصاد بشار الأسد. عندما دمرت داعش هذه المحطات فهي عمليا دمرت جل اقتصاد بشار الأسد.

بشار الأسد يروج كلاما مفاده أنه يتوقع جباية أموال كثيرة من حلب، وأردوغان ربما يصدق هذا الكلام أو يتمنى تحوله إلى واقع (لأن أردوغان يظن أن الأموال التي سيجبيها بشار الأسد ستصل إليه وستسند عملته المتداعية)، ولكن الحقيقة هي أن بشار الأسد لن يجبي شيئا من مدينة حلب، لأن مدينة حلب التي كانت بقرة حلابة لم تعد موجودة الآن. المدينة هي فارغة من معظم سكانها، وأي كلام آخر بخلاف ذلك هو مجرد دعاية كاذبة.

لا يوجد أي مصدر مالي حقيقي لبشار الأسد سوى هذه الآبار الغازية في تدمر، وداعش أنجزت إنجازا عظيما عندما دمرتها. أردوغان يعمل على إنعاش بشار الأسد لكي يستقوي به وينتفع منه، ولكن بعد كل الضربات التي تلقاها صار بشار الأسد يحتاج إلى عشرة مثل أردوغان لكي يسندوه ويمنعوا انهيار حكومته في دمشق.