دونالد ترمب لا يعير بالا للحكومة الأميركية… ولهذا هو قد لا يكمل ولايته إلى نهايتها

دونالد ترمب هو رئيس أميركي لا يعير أية أهمية للحكومة الأميركية.

مؤيدو بشار الأسد لن يفهموا معنى هذه الجملة ولذلك سأوضحه لهم: الحكومة في أميركا هي ليست الرئيس وإنما مجموعة كبيرة من الإدارات والهيئات والمنظمات والمحاكم والمجالس. الحكومة تقسم إلى ثلاثة أقسام هي السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية.

الرئيس هو مجرد موظف في الحكومة. هو طبعا موظف رفيع ومرموق، ولكنه في النهاية مجرد موظف. الرئيس الأميركي لا يملك صلاحيات كبيرة وهو مضطر لأخذ موافقة الكونغرس إذا أراد أن يفعل أي أمر ذا أهمية (صلاحيات الرئيس الأميركي التفصيلية هي محل جدل في أميركا. أوباما أصدر خلال فترة حكمه الكثير من “الأوامر التنفيذية” دون الرجوع للكونغرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون، ولكن الجمهوريين يرفضون تلك الأوامر التنفيذية ويعتبرونها غير دستورية).

أهم شيء يملكه الرئيس الأميركي هو الهيبة والاحترام، أو ما يسمى بالبرستيج. هذا البرستيج الذي يملكه الرئيس الأميركي هو العامل الأساسي الذي يسمح له بفعل ما يريد أن يفعله.

إذا فقد الرئيس الأميركي هيبته واحترامه فإنه سيمسي “بطة عرجاء”. هو لن يكون قادرا على فعل أي شيء، لأن الكونغرس لن يتجاوب معه، وحتى المؤسسات التابعة للسلطة التنفيذية يمكن أن تتمرد على الرئيس إذا كان وضعه سيئا جدا.

كثيرون في أميركا يشكون في أن يتمكن ترمب من إكمال ولايته إلى نهايتها، لأنه لا يملك المقومات اللازمة لذلك.

ما نشاهده حاليا لا يبشر بخير على الإطلاق بالنسبة لمستقبل ترمب. هو يتصرف على نحو عجيب. انظروا إلى هذه التغريدة التي كتبها اليوم:

هو يمتدح فلاديمر بوتن. هو ينحاز إلى الرئيس الروسي ضد الحكومة الأميركية التي يفترض أنه سيكون رئيسها.

ما يجري الآن هو ليس مجرد خلاف شخصي بين أوباما وروسيا. هناك خلاف كبير وحقيقي بين الحكومة الأميركية بأكملها وبين روسيا. قبل يومين تحدث السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام على شاشة قناة أميركية وقال أن 99% من أعضاء مجلس الشيوخ يؤيدون فرض عقوبات جديدة على روسيا، بما في ذلك عقوبات تستهدف بوتن شخصيا. هذا الكلام يعني أن الكونغرس بأكمله هو ضد موقف ترمب من روسيا.

كل أجهزة الأمن والمخابرات في أميركا تقول أن روسيا قامت بعمليات تهكير، بما في ذلك أجهزة يرأسها جمهوريون، ولكن ترمب يتجاهل كل المنظومة الأمنية والاستخبارية الأميركية ويضرب بها عرض الحائط.

ترمب لا يعير بالا لأوباما، ولا يعير بالا لأجهزة الأمن والمخابرات، ولا يعير بالا للكونغرس. هو لا يعير بالا للحكومة الأميركية بأسرها. كيف يمكن لهذا الرجل أن يكون رئيسا لأميركا؟

هو لم يصطدم حتى الآن مع السلطة القضائية، ولكن كثيرين في أميركا يتوقعون أن ترمب سوف يرتكب مخالفات قانونية وسوف يدخل في مشاكل مع القضاء على غرار مشاكله مع السلطات الأخرى. لو حصل ذلك فهذه ستكون نهاية ترمب. هذه النهاية قد لا تكون بعيدة.

أنا بصراحة مصدوم من هذه التغريدة التي كتبها ترمب اليوم. هذه التغريدة هي شيء عجيب جدا. حتى لو كان هذا هو رأيه فكيف يكتب هذا الرأي وينشره علنا بهذه الطريقة؟ هو بهذه التغريدة ألقى الحكومة الأميركية بكاملها في مكب النفايات.

لا أدري كيف سينصب هذا الرجل كرئيس لأميركا. هذا شيء صعب الفهم بالنسبة لي.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s