بوتن يتعامل مع دونالد ترمب وكأنه يتعامل مع رجل أهبل.

اليوم قام بوتن بمسرحية سخيفة ومضحكة ردا على العقوبات والإجراءات التي اتخذها أوباما. حسب الإعلام الروسي فإن وزير الخارجية الروسي أوصى بوتن بطرد دبلوماسيين أميركيين ردا على ما قام به أوباما. هذا هو الإجراء المتوقع في هذه الحالة. ولكن بوتن فضل بدلا من ذلك أن يقوم بحركة عاطفية أوصل من خلالها رسالة مفادها أنه حريص على التقارب مع ترمب ولا يريد أن يسمح لأوباما بإفساد هذا التقارب.

الشيء المزعج هو أن هذه المسرحية العاطفية المبتذلة انطلت على ترمب كما ظهر من تغريدته التي أثنى فيها على بوتن.

حتى جون بولتون (الذي كان مرشحا لتولي منصب في إدارة ترمب) لم يرتح لما جرى وحاول أن يشرح لترمب من على قناة Fox أن بوتن هو شخص محتال وأن تظاهره بالعاطفية والحرص على صداقة ترمب هو مجرد محاولة للتلاعب بترمب وخداعه.

بوتن دأب على محاولة التلاعب بترمب. خلال الانتخابات الأميركية وبعدها هو أدلى بتصريحات تملق فيها ترمب وتزلف إليه. تصريحات بوتن هي متناسبة تماما مع شخصية ترمب ومع ما يحب أن يسمعه إلى درجة أنني لا أستبعد أن بوتن يستعين بخبراء نفسيين يدلونه على الكلام الذي يناسب شخصية ترمب لكي يقوله.

الأمر المزعج هو أن ترمب يفرح بتصريحات بوتن ويحتفل بها في حسابه على تويتر. لا أدري إن كان يصدق فحوى هذه التصريحات أم أنه يحاول أن يتفوق على بوتن بالتذاكي.

العلاقات بين أميركا وروسيا لا يمكن أن تقوم على العواطف وعلى “الحب من أول نظرة” بين بوتن وترمب. إذا كان ترمب يصدق بالفعل أن بوتن هو مغرم به فهذه مصيبة.

بوتن (على ما يظهر) يراهن على استغلال شخصية دونالد ترمب (التي يفترض أنها ساذجة) لاستدراجه إلى شرعنة مؤتمر أستانة. بوتن رتب هذا المؤتمر لكي يظهره أمام ترمب في بداية ولايته وكأنه حل سياسي سينهي الأزمة السورية وسيريح ترمب من عنائها. المطلوب من ترمب هو أن يبصم على هذا الحل السحري الذي توصل إليه حبيبه وصديقه بوتن بعدما رحل أوباما الذي كان يحاول أن يفسد علاقة الحب العذري بين ترمب وبوتن.

هل ترمب هو مغفل إلى درجة أن يسقط في هذا الفخ المفضوح؟ من الواضح أن بوتن يراهن على ذلك. بوتن يفترض أن ترمب هو غبي إلى درجة أنه سيبصم على نتائج مؤتمر أستانة وسيشرعنها.

أهم نتيجة سيخلص إليها مؤتمر أستانة هي تحصين ذيل الكلب ومد عمره لسنوات عديدة أخرى.