هذا الخبر يكشف لنا سببا إضافيا من الأسباب التي جعلت الأتراك يعقدون صفقة “حلب مقابل الباب” مع إيران.
الأتراك هم متلهفون للتجارة مع ذيل الكلب، لأنهم يتوقعون أرباحا كبيرة من تلك التجارة، وهذه الأرباح من شأنها أن تسند العملة التركية المتهاوية.
لو سيطر التحالف الدولي على مدينة الباب لكان ذلك عزل تركيا عن ذيل الكلب وحرمها من التجارة معه.
أنا أسأل إخوتنا في المملكة السعودية: ما الذي تستفيدونه أنتم من هذه التجارة المزدهرة بين تركيا وذيل الكلب؟
أرجو من عبد الرحمن الراشد أو غيره من الكتاب السعوديين أن يذكر لي مربحا واحدا فقط ستحققه المملكة من اتفاق أستانة. هذا الاتفاق لن يعطي المملكة السعودية أي شيء. هو اتفاق مدمر لمصالح المملكة السعودية بقدر ما أنه مدمر للمصالح السورية.
تركيا تربح عدة أمور من هذا الاتفاق:
أولا، احتلال مدينتي جرابلس والباب.
ثانيا، عزل التحالف الدولي ومنعه من التمدد وتحرير المزيد من المناطق في سورية.
ثالثا، أرباح تجارية واقتصادية مع ذيل الكلب والعراق وإيران وروسيا.
في المقابل المملكة السعودية لن تربح أي شيء. العرب لن يربحوا أي شيء. العرب سيخرجون من المولد بلا حمص، رغم أن سورية هي محسوبة كبلد عربي.
ما يجري الآن هو كارثة تاريخية بحق العرب. سورية تضيع من العرب وتذهب إلى الإيرانيين مع بعض المكاسب التافهة للأتراك.
العرب ليسوا مضطرين للقبول بما يجري. ما يجري هو ليس اتفاقا دوليا وإنما مجرد اتفاق إقليمي بين ثلاث دول متوسطة الحجم.
لو فرضنا أن هذا الاتفاق يحصل بين قوى دولية كبرى لكنا قلنا أن العرب هم في وضع صعب، ولكن الواقع هو ليس كذلك. هذا الاتفاق يحصل بين ثلاث دول مارقة تحاول أن تملي إرادتها بالإكراه على المجتمع الدولي. رعاة هذا الاتفاق يتجاهلون العرب وأميركا وأوروبا. كيف يمكن أن يكون هناك اتفاق حول سورية يتجاهل العرب وأميركا وأوروبا؟
العرب يجب أن يستيقظوا من نومهم ويجب أن يغيروا سياستهم الخرقاء. تفويض الأتراك بإدارة القضية السورية كان حماقة كبيرة من آل سعود. أنا كنت أحاول أن أوضح لكم طوال عام كامل أن الأتراك هم ليسوا معنيين بإسقاط الأسد وأنهم في النهاية سيعودون إلى حضنه وحضن إيران. هذا كان أمرا واضحا منذ زمن طويل.
العرب يجب أن يسحبوا الملف السوري من يد تركيا. سورية هي بلد عربي-كردي والأتراك ليس لهم علاقة بهذا البلد.
لماذا سمح العرب لتركيا بأن تضع لهم خطوطا حمراء حول ما يفعلونه في سورية؟ الأمر الغريب هو أن العرب التزموا بخطوط تركيا الحمراء رغم أن أميركا تخرق تلك الخطوط جهارا نهارا. أميركا هي متحالفة مع الأكراد في سورية ولا تعير بالا للترهات التركية.
شدة الغباء لدى العرب وصلت إلى حد أنهم تبنوا دعاية المخابرات التركية وجعلوا منها سياسة رسمية لهم. هم صاروا يرددون كلام الأتراك حول وجود مؤامرة أميركية لتقسيم سورية. من الأحمق الذي يعتقد أن هناك مؤامرة أميركية لتقسيم سورية؟ هل يعقل أن هناك حكومة عربية تقبل هذا الهراء؟ إذا نظرتم إلى أميركا بوصفها دولة متآمرة فهذا يعني أنكم ستنتهون في حضن إيران وروسيا. لا يوجد بديل آخر. إذا كنت ضد أميركا فلا مكان لك سوى حضن إيران وروسيا.
ما هي مصلحة العرب في مناوءة أميركا واتهامها بالتآمر؟ كيف يمكن لكم أن تهزموا الاحتلال الإيراني دون دعم أميركا؟
أمور عجيبة غريبة حصلت في القضية السورية وأنا بصراحة لا أفهم سببها. يبدو أن وضع آل سعود الداخلي وفي حرب اليمن هو تعيس جدا إلى درجة أنهم تخلوا عمليا عن سورية. هم سلموا الملف السوري بكامله للأتراك وتبنوا دعاية المخابرات التركية وجعلوا منها رواية رسمية لما حصل في سورية.
أميركا لم تتآمر على أحد في سورية. ما فعلته أميركا في سورية هو أنها تدخلت عسكريا وحررت بعض المناطق من داعش بالتعاون مع مواطنين سوريين أكراد وعرب. هذا هو كل ما فعلته أميركا في سورية. من يضيف أي شيء آخر إلى ذلك هو بوق للمخابرات التركية.
تركيا ليس لها علاقة بما يفعله الأميركان أو غيرهم في سورية. تركيا يجب أن تعتني بشؤونها الداخلية ويجب أن تخرج من الملف السوري نهائيا، لأن دور تركيا في الملف السوري هو دور هدام ومدمر بكل معنى الكلمة. العرب يجب أن يوقفوا التعاون مع تركيا حول سورية ويجب أن يتعاونوا بالكامل مع أميركا. يجب على العرب أن يساعدوا أميركا في محاربة داعش ويجب عليهم أن يؤسسوا مناطق آمنة للاجئين السوريين في الأراضي التي حررها التحالف الدولي داخل سورية.
يا شريط الحذاء متى صارت عندك سوريا عربية ؟ و متى صار لما يسمّى العرب قيمة أو دور عندك ؟
الم تدرك بعد ان أقصى ما بمكن ان يفعله العرب هو تحريض طائفي ومذهبي في ويائس الاعلام وارسال سيارات مفخخة وانتحاريين لقتل الناس في سوريا والعراق؟
هل تظن ان العرب عندهم سياسة؟ اذا سرق حكام الخليج ثروات شعوبهم وبذورها على القصور والسيارات الفارهة والسلاح فهم يبيعون شعوبهم خطر ايران وانهن يقفون في وجه ” المشروع الإيراني “؟ لا تنمية لا تعليم لا صحة لا بيئة فقط خطر ايران . ها هي تركيا الدولة السنية الاقوى واقتصادها إنتاجي قوي من دون نفط وهي تتعامل مع ايران وهناك تجارة بين البلدين وصلت الئ عشرين مليار دولار؟ الأتراك يعترفون باب أزمة وعلى عكس العرب لا ينسبون اي سقطة لإيران
المضحك هو ان ايران لا تعير انتباها لاتهامات العرب وتتجاهلها .
أستغرب أن تكون بهذه السذاجة لكي تستنجد بالسعودية