وقف إطلاق النار هو ليس مشكلة… ولكن شرعنة الاحتلال الإيراني وذيل الكلب هي المشكلة

وقف إطلاق النار هو ليس مشكلة، بل هو في الحقيقة يصب في مصلحة المعارضة كما كنا نقول دائما.

في الفترة الماضية كانت معارضة الائتلاف تخسر أراضيها لمصلحة ذيل الكلب بسبب الاتفاقات التركية مع إيران وروسيا. وقف إطلاق النار من شأنه (نظريا) أن يضع حدا لذلك، ولكننا نخشى من أن ذيل الكلب والإيرانيين سيستمرون في حربهم على معارضة الائتلاف بدعوى محاربة جبهة النصرة غير المشمولة بالاتفاق.

هناك جانب سلبي لوقف إطلاق النار وهو أنه قد يسمح لذيل الكلب والإيرانيين بالتفرغ لمحاربة داعش وأخذ الأراضي منها، ولكن هكذا كلام هو نظري أكثر منه عمليا. لو نظرتم إلى سجل المعارك التي خاضها ذيل الكلب والإيرانيون مع داعش فسترون أن معظم هذه المعارك انتهت بهزائم منكرة لذيل الكلب وانتصارات باهرة لداعش. أكبر إنجاز حققه ذيل الكلب ضد داعش هو احتلال تدمر (بدعم روسي كبير)، ولكن حتى ذلك الإنجاز تبخر. عمليا ذيل الكلب لم يحقق أية انتصارات ضد داعش، في حين أن داعش ألحقت به الكثير من الهزائم المنكرة، مع العلم بأن محاربة ذيل الكلب هي ليست أولوية لدى داعش.

هجوم الجيش العراقي على الموصل فشل وتوقف، وأيضا هجوم تركيا على الباب يبدو أنه فشل. داعش هي ليست عدوا سهلا. لو تفرغت داعش لذيل الكلب لكانت أنهته تماما وأخذت منه دمشق خلال أشهر أو أسابيع.

أنا لا أتوقع أن ذيل الكلب سيحقق أية انتصارات مهمة ضد داعش خلال فترة الهدنة. لو عزم ذيل الكلب بشكل جدي على محاربة داعش فإن هذا سيضره أكثر مما سينفعه، لأن المعارك مع داعش ستلحق خسائر بشرية كبيرة بقواته. أيضا هذه المعارك ستحسن من سمعة داعش وستزيد من التحاق المتطوعين بها.

الهدنة هي ليست مشكلة وهي لن تقدم أية فوائد جدية لذيل الكلب، ولكن المشكلة هي فيما بعد الهدنة. هذه الهدنة هي مجرد مقدمة لاتفاق سياسي يعتزم الأتراك عقده مع إيران وذيل الكلب.

الأتراك لن يكشفوا فحوى اتفاقهم مع الإيرانيين والروس، ولكننا نعلم سلفا ما هي فحواه (تذكروا أننا في هذه المدونة كنا نتوقع حصول هذا الاتفاق منذ سنة). فحوى الاتفاق هي إعادة معارضة الائتلاف إلى حضن ذيل الكلب في إطار عملية سياسية وهمية، وفي المقابل يجب على ذيل الكلب والإيرانيين أن يحاربوا الأكراد. هذا باختصار هو ما يريده الأتراك، وكل شيء آخر تقوله أبواق المخابرات التركية هو مجرد دعاية وتضليل.

أميركا ستستمر في دعم قسد رغم كل شيء، ولكن الأتراك يريدون محاصرة قسد وعزلها ومنعها من التمدد. على سبيل المثال، أردوغان لا يريد أن تسيطر قسد على الرقة أو على دير الزور. هو يريد أن يأتي ذيل الكلب والإيرانيون إلى الرقة وأن يسيطروا عليها قبل قسد. في سبيل ذلك هو مستعد لأن يمنح شرعية “إسلامية سنية” لذيل الكلب والإيرانيين عبر توقيع معاهدة سلام معهم تؤدي إلى انضمام ثوار الائتلاف إليهم.

أردوغان باختصار يعتبر أن أميركا هي عدوته في سورية، ولهذا هو يقوم الآن بدعم الإيرانيين وذيل الكلب والروس ضد أميركا في سورية. هذا هو ملخص ما يفعله أردوغان.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s