سبب اهتمام صالح مسلم المفاجئ بالمؤتمر الوطني الكردستاني

محاضرة قومية كردية لصالح مسلم.

عندما يقرأ المرء هذه المحاضرة فإنه يتساءل عن سببها في هذا الوقت. أحد التفسيرات المحتملة هو أن المحاضرة تهدف لصرف الأنظار عما جرى بالأمس عندما حذفت كلمة “رۆژآڤا” من اسم الإقليم الفدرالي الذي أسسه حزب پيد.

الإقليم كان يحمل اسم “فيدرالية رۆژآڤا- شمال سوريا”. الكلمة الكردية الوحيدة في الاسم هي “رۆژآڤا” (معناها “الغرب” وهي اختصار لعبارة رۆژآڤايــێ كُـردستانــێ “غرب كردستان”). بالأمس تقرر تغيير اسم الإقليم إلى “النظام الاتحادي الديمقراطي لشمال سوريا”، وبالتالي الاسم صار خاليا من أية كلمة كردية. معارضو حزب پيد البارزانيون استغلوا ذلك للطعن في الحزب:

من الوارد أن محاضرة صالح مسلم القومية هي محاولة لصرف الأنظار عما حصل لكلمة “رۆژآڤا” التي أزيلت من الاسم الرسمي.

ولكنني أظن أن التفسير الحقيقي للمحاضرة هو أعمق من ذلك. أهم قسم في المحاضرة هو القسم الأخير الذي يتحدث عن المؤتمر الوطني الكردستاني:

لذا أقول بأن من الضروري التنسيق بين كافة القوى السياسية الكردية وعقد المؤتمر الوطني الكردستاني، من يقف اليوم ضد انعقاد المؤتمر الوطني نعتبره العدو الأول للشعب الكردي على هذه الأطراف ان تعلم أنها أمام مسؤولية تاريخية، وإذا بقوا مصرين على مواقفهم، وعرقلوا عقد المؤتمر الوطني الكردستاني، لن يرحمهم لا التاريخ ولا الشعب الكردستاني.

المقصود بهذا الكلام هو بارزاني. صالح مسلم يقول أن بارزاني هو العدو الأول للشعب الكردي.

ما هو السبب الذي يدفع مسلم للتهجم على بارزاني في هذا الوقت؟

السبب هو تصريح جميل بايق قبل يومين. لو قرأتم تصريح جميل بايق وقارنتموه مع محاضرة صالح مسلم فسترون أن محاضرة صالح مسلم هي مجرد ترداد ببغائي للكلام الذي قاله جميل بايق قبل يومين.

أساس المشكلة هو بين حزب پكك وبين بارزاني. هذه المشكلة بدأت قبل أيام عندما لمح نێچیرڤان بارزاني إلى احتمال استخدام القوة لإخراج حزب پكك من شنگال‎ (سنجار). أنا لم أتابع ملابسات هذه القضية ولكن ما فهمته هو أن نێچیرڤان كان يجيب على سؤال وجهه إليه صحفي. الصحفي سأله: إذا لم يخرج پكك من شنگال‎ فهل ستستخدمون القوة ضده؟ نێچیرڤان أجاب بكلمة “نعم”، وبعد ذلك ثارت ثائرة إعلام پكك إلى أن وصلنا إلى محاضرة صالح مسلم التي وصف فيها بارزاني بأنه العدو الأول للشعب الكردي.

ما يخيف پكك هو ليس كلام نێچیرڤان بارزاني بحد ذاته وإنما المؤامرات السرية التي قد تكون وراء ذلك الكلام. الأتراك قالوا علنا أنهم لا يقبلون بسيطرة پكك على شنگال‎ وبأنهم سيذهبون لمحاربته هناك لو اقتضى الأمر. بعد تحرير الموصل من الممكن نظريا أن ينفذ الأتراك تهديداتهم وأن يذهبوا بالفعل إلى شنگال‎ لمحاربة پكك، ولكن مثل هذا السيناريو النظري يتطلب اتفاقا بين تركيا وإيران، لأن إيران تضغط بقوة على الحكومة العراقية لمنعها من إجازة أي تدخل تركي في شمال العراق (هذه القضية بالمناسبة هي من الأسباب التي تدفع أردوغان للتنازل لإيران في سورية).

إلى جانب موافقة إيران والحكومة العراقية، أردوغان يحتاج أيضا إلى تعاون بارزاني، ولكن هذا التعاون هو تحصيل حاصل لأن بارزاني ينظر إلى شنگال‎ بوصفها منطقة ضاعت منه وذهبت أولا إلى داعش ثم إلى پكك. بارزاني سوف يرحب بأي جهد يؤدي لطرد پكك من شنگال‎ وإعادتها إليه.

قادة پكك يتخيلون أن هناك مؤامرة تحاك ضدهم في الخفاء بين تركيا وإيران والحكومة العراقية وبازراني، وهم محقون في هذا التخيل لأن هذه المؤامرة السرية هي موجودة على الأغلب. إشارة نێچیرڤان بارزاني إلى استخدام القوة ضدهم أصابتهم في عصبهم المشدود، ولهذا هم انتفضوا وصاروا يطلقون التصريحات والمحاضرات حول الوحدة الكردية والمؤتمر الوطني الكردستاني.

هم يتحدثون عن الوحدة الكردية والمؤتمر الوطني الكردستاني على أمل إحراج بارزاني ومنعه من المشاركة في المؤامرة التي تستهدف طردهم من شنگال‎.

رأي واحد حول “سبب اهتمام صالح مسلم المفاجئ بالمؤتمر الوطني الكردستاني

  1. ههههههههه ضرب الصرامي عراسكم بلش يجيب نتيجة.,ماقلتلك أنو حيتفق عليكم وحتاكلوا خرا قريبآ .,قال روج آفا قال.,بلا روج بلا خرا
    وبدنا نشخ عللي بيمس أو بيفكر يمس بوحدة سورية.,وانشالله البهايم عندكم تتعلم شوي من التاريخ ودروسوا

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s