المملكة العربية السعودية يجب أن تؤسس مناطق آمنة للاجئين السوريين في الأراضي السورية التي سيطر عليها التحالف الدولي

هناك الآن حملة جديدة في المملكة العربية السعودية لجمع مساعدات للسوريين.

المملكة العربية السعودية أنفقت الكثير من الأموال لدعم اللاجئين السوريين، ولكن معظم تلك الأموال أنفق في دول مجاورة لسورية، وإن أنفق شيء منها داخل سورية فمعظمه أنفق في مناطق الاحتلال الإيراني وذيل الكلب.

ما هو العائد الذي حصلت عليه المملكة العربية السعودية من الأموال التي أنفقتها على القضية السورية؟ هذه الأموال هي مساعدات إنسانية وليس من الضروري أن يكون لها عائد، ولكن بعض الدول حققت مكاسب سياسية من الاستثمار في قضية اللاجئين السوريين. هذا ينطبق بالذات على تركيا. تركيا استغلت مساعداتها للاجئين السوريين ونجحت في خلق رأي عام سوري مؤيد لسياساتها التي تتناقض مع مصالح السوريين.

كثير من السوريين يتبنون المواقف التركية الهدامة من القضية الكردية، والآن نحن نشاهد كيف أن الأتراك يحاولون ترويض المعارضة السورية وتحويل وجهتها نحو محاربة الأكراد بدلا من العمل على إسقاط ذيل الكلب.

هل يوافق السعوديون على ما تفعله تركيا؟ هل تقبلون بأن تتحالف المعارضة السورية مع إيران وبشار الأسد ضد الأكراد؟

لا أظن أن السياسة التركية تناسب مصالح السعوديين. السعوديون يخطئون عندما يسمحون لتركيا بأن تتحكم بالرأي العام السوري أو بقسم منه. ورقة اللاجئين السوريين يجب أن تسحب من يد الأتراك، والسعوديون يقدرون على سحبها.

التحالف الدولي يسيطر الآن على مساحات شاسعة من الأراضي السورية. كثير من المناطق التي يسيطر عليها التحالف الدولي هي مناطق عربية وليست كردية. المملكة العربية السعودية (وغيرها من الدول العربية) يجب أن تعمل على نقل اللاجئين السوريين إلى تلك المناطق. إنفاق المساعدات السعودية والعربية يجب أن يحصل في تلك المناطق وليس في تركيا أو غيرها من الدول المجاورة لسورية.

هذه الصور هي من قرية عربية غرب الرقة حررها التحالف الدولي مؤخرا.

هؤلاء الناس هم عرب. أنا تعاملت مع أمثالهم عندما كنت في حلب. هم يتحدثون بلهجات تنتمي إلى لهجات ما بين النهرين (مثل اللهجات العراقية). هم أناس رائعون وأنا لم أر أناسا أطيب منهم. ولكنهم للأسف فقراء جدا.

المناطق الواقعة إلى الشرق من حلب كانت أفقر مناطق الدويلة الدمشقية البائدة. بعد كارثة القحط في عام 2007 أعدت الأمم المتحدة لائحة بأفقر مئة قرية في سورية لتقديم مساعدات لها. معظم تلك القرى كانت في الريف الشرقي لحلب، أي في مناطق مثل منبج وكوباني. هذه المناطق هي الآن تحت سيطرة التحالف الدولي. لماذا لا يكون إنفاق المساعدات في تلك المناطق بدلا من أن يكون خارج سورية أو عند ذيل الكلب؟

من المؤسف أن يكون هناك تمييز عنصري بين العرب والأكراد، ولكن هذا هو الواقع الذي فرضه علينا الأتراك والقوميون الدمشقيون. هؤلاء يرفضون تقديم أية مساعدة للأكراد ويعتبرونها عدوانا عليهم. لهذا السبب أنا أميز في هذا المقال بين العرب والأكراد. أنا أطالب السعودية وغيرها من الدول العربية بنقل اللاجئين السوريين إلى المناطق العربية التي حررها التحالف الدولي وإنفاق المساعدات في تلك المناطق. أي اعتراض تركي على مثل هذا المشروع هو اعتراض ساقط وليست له قيمة. هذه مناطق عربية موجودة في بلد عربي. الدول العربية يحق لها أن تتدخل في هذه المناطق (بل هذا واجب عليها) والأتراك لا يحق لهم أن ينبسوا بحرف واحد اعتراضا على ذلك. هذه مسألة لا تعني الأتراك في أي شيء.

أنا لا أفهم ما هو سبب هذه السلبية وهذا الهوان الذي نشاهده من العرب. لماذا سلمتم سورية بأكملها للإيرانيين والأتراك؟ هل أميركا ستمنعكم من تأسيس مخيمات للاجئين في سورية؟ بأية حجة ستمنعكم أميركا من ذلك؟ أنا لا أصدق أن المشكلة هي في أميركا. المشكلة على الأغلب هي في العرب أنفسهم.

أردوغان يصرخ ليلا ونهارا بسبب منبج. هو يقول أنه يريد أن يحتل منبج وأن يؤسس فيها منطقة آمنة. لماذا يتفرج السعوديون والعرب على هذا المسلسل دون أن يتدخلوا فيه؟ ألا تعلمون أن منبج هي مدينة عربية؟ منبج هي ليست مدينة تركية ولا كردية ولا أميركية. العرب هم أولى من أية جهة أخرى بالتدخل في منبج وتأسيس منطقة آمنة فيها.

مدينة منبج هي ليست تحت سلطة الأكراد كما يدعي أردوغان. المدينة هي تحت سلطة مجلس محلي من أبناء المدينة. هذا ليس رأيي الشخصي ولكنه الكلام الذي تقوله الحكومة الأميركية. هل آل سعود يصدقون أردوغان أكثر من الحكومة الأميركية؟

لا أظن أن هناك أي عائق حقيقي يمنع السعوديين والعرب من الذهاب إلى منبج ومساعدة الناس هناك. العائق الوحيد الذي يمنعهم من الذهاب هو انهزامهم النفسي. هم يخافون من أردوغان إلى درجة أنهم سلموا له بأن احتلال منبج هو حق له.

أردوغان فشل في احتلال منبج. الأميركان لن يسمحوا له أبدا باحتلال منبج. بما أن المدينة لن تكون أبدا من نصيب تركيا فيجب على العرب أن يذهبوا إليها وأن يؤسسوا فيها منطقة آمنة للاجئين. لا أظن أن الأميركان يملكون سببا لرفض ذلك.

المملكة العربية السعودية يجب أن تعمل على نقل اللاجئين السوريين من دول الجوار ومن مناطق ذيل الكلب نحو منبج وغيرها من المناطق العربية التي يسيطر عليها التحالف الدولي داخل سورية. هذا العمل سيعطي المملكة نفوذا وتأثيرا على الشعب السوري داخل أراضيه، أي أنه سيجعل المملكة لاعبا مباشرا في سورية بدلا من أن تكون لاعبا بالواسطة كما هو حالها الآن. السياسة الحالية للمملكة هي سياسة خرقاء. أنتم منحتم أردوغان تفويضا بسورية وأردوغان استغل التفويض لكي يبيع سورية لإيران.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s