هذا مقال للكاتب مشاري الذايدي يطالب فيه بالحد من تزايد السكان في المملكة السعودية بدعوى أن تزايد السكان هو أمر سيء.

المقال هو مستوحى من الإعلام المصري، بدليل أن الكاتب نفسه اقتبس من صحيفة مصرية.

أسطوانة “تحديد النسل” هي أسطوانة مشروخة نسمعها منذ عقود في مصر. المصريون يتحدثون منذ ستينات القرن العشرين عن الحد من التزايد السكاني، ولكنهم لم يحدوا إلى الآن من التزايد السكاني. هم في الحقيقة لم يحلوا شيئا من مشاكلهم التي يتحدثون عنها منذ عقود. هم يدورون في حلقة مفرغة ولا يصلون إلى أي مكان.

إحدى مآسي العرب هي أنهم ينظرون إلى مصر كنموذج لهم. هل مصر هي دولة متقدمة حتى تكون نموذجا لأحد؟ الاقتصاد المصري هو أحد أسوأ الاقتصادات في العالم. الإنسان الواعي يجب أن يتجنب تقليد مصر وليس العكس.

مشكلة التضخم السكاني في مصر هي مشكلة وهمية. أساس المشكلة التي تعاني منها مصر هو ليس التضخم السكاني وإنما الاشتراكية.

الحكومة المصرية تحمل نفسها مسؤولية توفير التعليم المجاني والعلاج المجاني والطعام المجاني. طالما أن الحكومة تتحمل مسؤولية توفير كل هذه الأمور المجانية فمن الطبيعي أن التزايد السكاني سيضر بالحكومة، ولكن أساس المشكلة هو ليس التزايد السكاني وإنما النهج الاشتراكي العبثي الذي تطبقه الحكومة.

مملكة آل سعود تتجه نحو الخروج من الاشتراكية، وبالتالي هذه المملكة لن تتضرر من التزايد السكاني وإنما بالعكس: زيادة السكان في مملكة آل سعود سوف تساهم في النمو الاقتصادي للمملكة، لأن السكان هم أيد عاملة وهم مستهلكون.

أرجو من الإخوة الكتاب في مملكة آل سعود أن يتجنبوا أسطوانة “تحديد النسل” المصرية لأن هذه الأسطوانة لا تناسب بلادهم. مملكة آل سعود تتجه نحو الخروج من الاشتراكية. النمو السكاني هو سيء في الدول الاشتراكية فقط.