الروس يثيرون ضجة حول الميزانية الدفاعية الأميركية التي تتضمن بندا لتزويد متمردين سوريين بأسلحة مضادة للطائرات.
الروس يعتبرون أنفسهم مستهدفين بهذا البند، ولكن السؤال هو لماذا؟ من هي الجهة التي يخشى الروس تزويدها بأسلحة مضادة للطائرات؟
ثوار تركيا باتوا خارج معادلة الصراع في سورية. هؤلاء في الحقيقة يجب أن يحسبوا من الآن فصاعدا ضمن المعسكر الإيراني، بدليل تردي العلاقات بينهم وبين أميركا إلى درجة أن أميركا لم تستجب للطلب التركي بتوفير غطاء جوي لهم في معركة الباب.
تركيا تقول أن “الجيش السوري الحر” يقاتل داعش في الباب، وهي تطلب من التحالف الدولي ضد داعش توفير غطاء لـ “الجيش السوري الحر” في هذه المعركة ضد داعش. من العجيب أن التحالف لم يستجب لهذا الطلب. ما حصل بالأمس هو أن طائرات روسية وطائرات تابعة لذيل الكلب ذهبت إلى الباب وقصفت أهدافا لداعش. هذا الوضع لا يمكن تفسيره سوى بأن هؤلاء الذين تسميهم تركيا بالجيش السوري الحر لم يعودوا في معسكر التحالف وإنما في المعسكر الآخر.
على كل حال، اتفاق أستانة سيتحدث بشكل صريح عن ضم ثوار تركيا إلى قوات ذيل الكلب. هذه ستمسي مسألة مكشوفة ولن تبقى مضمرة.
قفزة الأتراك نحو المعسكر الإيراني-الروسي هي على الأغلب مجرد مناورة لابتزاز الأميركان والضغط عليهم. الأميركان (على ما يبدو) لا يريدون أن يرضخوا للابتزاز التركي. هم يعتبرون أن وضعهم في سورية ما زال قويا وأن ما يفعله أردوغان لن يؤثر سلبا عليهم. أنا شرحت سابقا أن قفزة أردوغان في السفينة الإيرانية دمرت أتباعه ولكنها لم تلحق خسائر حقيقية بحلفاء أميركا. لهذا السبب الأميركان لا يرون مبررا للرضوخ لابتزاز أردوغان. على الأقل هذا هو موقف الإدارة الحالية. أردوغان ربما يمني نفسه بأن الإدارة المقبلة ستغير سياستها، ولكن هذا مشكوك فيه جدا لأن البنتاغون هو الذي يدير كل هذه العملية وترمب لا يمكن أن يفرض على البنتاغون الأمور المجنونة التي يريدها أردوغان.
أردوغان الآن هو أمام مفترق طرق، إما أن يتراجع أو أن يستمر في الغوص في المستنقع الذي قفز فيه. هذه الخيارات تعنيه هو شخصيا. الأميركان وحلفاؤهم لن يتأثروا بخياراته.
الروس لا يخشون من حصول أتباع تركيا على أسلحة مضادة للطائرات. هم على الأغلب يخشون وصول هذه الأسلحة إلى قسد وحلفائها (وأيضا إلى ثوار الموك في درعا).
الأتراك اعترضوا قبل الروس على ميزانية الدفاع الأميركية، لأن الأتراك يفهمون أن الأسلحة المضادة للطائرات لن تصل إلى أحد سوى قسد وحلفائها. الأميركان طمأنوا تركيا إلى أنهم لن يزودوا قسد بهذه الأسلحة، ولكن وكالة رويترز نشرت بالأمس تقريرا يتحدث عن تزويد قسد بها. التقرير يلمح إلى أن هذه الأسلحة سوف تستخدم ضد طائرات ذيل الكلب في حال كرر مجددا ما فعله في الحسكة في شهر آب الماضي:
The YPG has mostly avoided conflict with Syrian government forces, but Syrian warplanes carried out air strikes on the mostly Kurdish-controlled city of Hasaka in August.
ليس من الوارد عقلا أن تسمح أميركا لقسد باستهداف الطائرات التركية. الأتراك لا يخشون فعلا من استهداف طائراتهم ولكنهم يخشون من استهداف طائرات ذيل الكلب، لأن الأتراك يراهنون على أن ذيل الكلب سوف يهاجم قسد ويحاربها. هذا هو الهدف الأساسي من وراء التقارب التركي مع الإيرانيين وذيل الكلب.
تخيلوا لو أن الأسلحة المضادة للطائرات وصلت بطريقة ما إلى الأحياء التي يسيطر عليها الأكراد في مدينة حلب. هذا سيعني أن صفقة “حلب مقابل الباب” فشلت تماما ولم تحقق أي شيء. الهدف الوحيد لهذه الصفقة كان منع قسد من السيطرة على مدينة حلب.
على كل حال، ليس من الواضح ما إذا كان أوباما سيسلم فعلا أسلحة مضادة للطائرات إلى قسد. هو قال أنه لن يفعل ذلك.
الأميركان كانوا في السابق يتجنبون تسليح الأكراد بشكل مباشر ولكنهم كانوا يسلحون فصائل غير كردية متحالفة مع الأكراد. من الممكن أن هذا هو ما سيحصل فيما يتعلق بالأسلحة المضادة للطائرات. أول من سيحصل على هذه الأسلحة قد يكون فصائل عربية متحالفة مع الأكراد.
أيضا ثوار الموك في درعا يمكن أن يحصلوا على هذه الأسلحة. هذا يمكن أن يحصل بشكل خاص إذا هاجم ذيل الكلب والإيرانيون محافظة درعا.
مضادات الطيران ستكون للأكراد بتأكيد…لحماية انفسهم من اردوغان وبشار…
و الرد الروسي سيكون تزويد ذيل الكلب بأحدث القاذفات الجويه او تزويده بأنظمة مضاده للطيران حديثه محموله على الكتف،اتوقع هذا ما يجعل اميركا تتردد … ولا تنسى شعور اسرائيل اذا امتلك النظام السوري هذه الاسلحه الحديثه..
بقي للثوار السوريين فقط السعوديه وقطر في صفهم من بين جميع دول العالم
خسرو تركيا والولايات المتحده ومعظم دول الاتحاد الاوربي بعد صعود اليمين بشكل ملحوظ والدول التي لم يصعد فيه اليمين للسلطه اصبح الاشتراكيون والوسط اكثر حذرا من دعم الثوار السوريين. معظم السياسيون الاوربيون اصبحوا يخجلون من المطالبه العلنيه بدعمهم بالسلاح او المطالبه العلنيه باسقاط النظام.
سوف نرى ماذا سوف يفعل ترامب بعد وصوله الى السلطه٫ هل سوف يعادي تركيا وروسيا كرمى عيون السعوديه وقطر؟