مفاجأة: أردوغان سيعيد ثوار الائتلاف إلى حضن ذيل الكلب:
http://elaph.com/Web/News/2016/12/1125888.html
علمت “إيلاف” أن سلسلة اجتماعات جديدة بين تركيا والفصائل العسكرية السورية المعارضة، وأن تحضيرات تجري على قدم وساق برعاية تركية لمحاولة إنهاء ملف التسوية، الذي سوف يتم طرح خططه بصياغته النهائية في اجتماع آستانة المقبل، الذي أشار إليه “إعلان موسكو” في الأسبوع الماضي، والذي شاركت فيه ثلاث دول، وهي روسيا وتركيا وإيران.
إيلاف من لندن: توالت التسريبات لنصوص تلك الخطة التي تحدث عنها في وقت سابق وزير الدفاع الروسي من دون ذكر تفاصيلها.
مرحلة انتقالية
وذكرت مصادر عسكرية معارضة لـ”إيلاف” أن من أهم القرارات التي يجري العمل عليها “الموافقة على وقف كل العمليات العسكرية ضد النظام في جميع أنحاء سوريا، والتعاون مع تركيا وروسيا في ملف مكافحة الاٍرهاب، والموافقة على حل عسكري يفضي إلى تشكيل حكومة انتقالية مشتركة، يبقى فيها بشار الأسد بشكل موقت رئيسًا، حتى يجري التوافق على انتخاب رئيس جديد من دون إيضاح المدة الزمنية، إضافة إلى عدم السماح لأي فصيل عسكري بالاندماج مع النصرة أو داعش، والعمل على دمج الفصائل العسكرية المعارضة مع الجيش السوري، لتشكيل جيش وطني يمهّد للخطوات المقبلة ومكافحة الاٍرهاب”.
ومن المتوقع أن يتضمن الاتفاق نوعًا من التهديد بأنه من يرفض هذه الخطة سيحسب على الفصائل المتطرفة، وستتم محاربته، كما داعش والنصرة. ومع هذه التطورات الجديدة علمت “إيلاف” أيضًا أن روسيا ترفض وجود الائتلاف الوطني السوري المعارض والهيئة العليا للمفاوضات في اجتماع آستانة المقبل، ولكنها قبلت بممثلين عن “درع الفرات”.
عندما كتبت “مفاجأة” فأنا كنت طبعا أمزح. متابعو المدونة يعلمون أنني كنت طوال السنة الماضية أحذر من هذه الخطة. أنا كتبت حوالي مئة مرة أن أردوغان يخطط لإعادة ثوار الائتلاف إلى حضن ذيل الكلب وإيران بهدف شرعنة ذيل الكلب. بعد ذلك سوف يستغل أردوغان “شرعية” ذيل الكلب بهدف مهاجمة قسد، أو على الأقل بهدف إرغام الأميركان على وقف تمددها.
أردوغان هو ليس مغفلا وهو يعلم أنه لا يستطيع أن يخرج قسد والأميركان من المناطق التي سيطروا عليها بالفعل، ولكن أردوغان يريد أن يوقف تمدد قسد لأنه لا يريد أن تسيطر قسد على مناطق عربية مهمة مثل الرقة وحلب، لأن سيطرة قسد على مناطق عربية تعني إفشال مخطط أردوغان لإشعال حرب عربية-كردية.
هذا هو نفس السبب الذي جعل أردوغان يدمر العلاقات بين ثوار الائتلاف وأميركا. أردوغان دمر العلاقات بين ثوار الائتلاف وأميركا لأنه لم يرد أن يؤثر الأميركان على ثوار الائتلاف ويدفعوهم نحو الاعتدال.
الأميركان بطبيعة الحال لن يحرضوا ثوار الائتلاف على مقاتلة الأكراد وإنما بالعكس: هم سيحثونهم على التفاهم مع الأكراد. لهذا السبب أردوغان أفشل كل جهود أوباما للتعاون مع ثوار الائتلاف.
الروس لا يريدون حضور هيئة المفاوضات لاجتماع أستانة، لأن حضور هيئة المفاوضات سوف يفسد الخطة المرسومة. الهدف من هذا الاجتماع هو ليس حل القضية السورية كما يزعمون وإنما شرعنة ذيل الكلب. هم ليسوا مهتمين بما سيحصل فعلا على الأرض في سورية، ولكنهم يريدون الخروج باتفاقية تؤدي إلى شرعنة ذيل الكلب (أو هكذا هم يأملون). لهذا السبب هم لا يريدون حضور هيئة المفاوضات لأن حضور الهيئة سوف يشوش على شرعنة ذيل الكلب التي هي الهدف الأساسي للاجتماع.
أنا أظن أن إفشال هذه المؤامرة ما زال أمرا ممكنا، ولكن المطلوب هو أخذ موقف أكثر حزما تجاه تركيا. مداهنة تركيا هي السبب الذي أوصل القضية السورية إلى ما وصلت إليه. هذا هو ما كنا نقوله طوال السنة الماضية.
يجب على آل سعود والأوروبيين أن يغيروا نهجهم تجاه القضية السورية. لا بد من الانفتاح على قسد ودعمها بكل السبل الممكنة، وخاصة من الناحية السياسية والإعلامية. قسد لا تحتاج دعما عسكريا إضافيا لأنها تحظى بالفعل بدعم كبير، ولكن المطلوب من آل سعود هو أن يبدؤوا بالتصدي إعلاميا لماكينة الدعاية التركية الناطقة بالعربية. يجب على إعلام آل سعود أن يوضح للرأي العام أن مقاتلة الأكراد هي ليست هدف المعارضة السورية وإنما إسقاط بشار الأسد ومحاكمته.
إذا استسلم آل سعود للأتراك فهذا يعني إطالة أمد الأزمة السورية ومدها لسنوات كثيرة إضافية، ناهيك عن أن عزل الأكراد يعني عمليا تقسيم سورية وتأسيس كيان كردي.