توقعنا في هذه المدونة منذ نحو عام أن تركيا ستسعى لإعادة معارضي الائتلاف إلى حضن ذيل الكلب. هذه العملية بدأت على نحو ملموس منذ بدء عملية “درع الفرات”.
هدف عملية “درع الفرات” كان القضاء على معارضة الائتلاف الموجودة في مدينة حلب. هذا الهدف تحقق. الهدف التالي هو عقد مؤتمر تحت عنوان “الحل السياسي” بهدف إعادة معارضي الائتلاف إلى حضن ذيل الكلب في إطار عملية سياسية وهمية:
http://www.al-akhbar.com/node/269754
ويبدو أن الرعاية التركية الحريصة على إنجاح الاتفاق في حلب، عبر القنوات الديبلوماسية والاستخبارية النشيطة مع موسكو، ستكمل طريقها إلى الحقل السياسي، من بوابة العاصمة الكازاخية، أستانة، التي كشفت موسكو وأنقرة أنهما بصدد الإعداد لمؤتمر سياسي يجمع الحكومة السورية مع أطياف المعارضة الداخلية والخارجية، وبتنسيق تركي مع الفصائل المسلحة.
اليوم قرأت مقالين لمعارضين سوريين مقيمين في تركيا يروجان للذهاب إلى مؤتمر كزخستان.
هاكم مقتطفات من المقال الأول:
http://all4syria.info/Archive/371645
بوتين خلال الفترة القريبة القادمة يود وبقوة انهاء الصراع بسوريا ويود الخروج من سوريا بعد وضع حل يرضي كل الاطراف واخراج سوريا من هذا العبث الدولي وهو صادق وجاد بما يطرح حول ذلك. امريكا وشركائها يودون اطالة الحرب بسوريا من خلال دور سلبي بالتحكم بالفصائل الخرنكعية بالموك والموم على مدار ست سنوات في حين روسيا ليست كذلك. مؤتمر كازخستان نقطة تحول فارقة وسيتم انتاج حل نهائي لسوريا
كاتب هذا المقال هو مصطفى الشيخ الذي تحدثنا سابقا عن بعض مقالاته. هذا الرجل عشق بوتن فجأة وصار يرى أن الخلاص هو عند بوتن دون سواه، وأيضا هو صار يكره الإسلاميين والفصائل المسلحة وأميركا والموك وكل ما يمت بصلة للثورة السورية. ولكن هناك أمرا واحدا ثابتا في مواقف مصطفى الشيخ وهو أنه ما زال مغرما بتركيا وبعملية درع الفرات.
حال مصطفى الشيخ لا تختلف عن حال ميشيل كيلو. ميشيل كيلو صار أيضا يكره الثورة السورية وكل ما يمت لها بصلة، ولكنه ما زال مغرما بتركيا وبعملية درع الفرات.
هاكم مثال آخر:
http://all4syria.info/Archive/372024
التحول الروسي نحو تركيا أسبابه عدة أهمها:
– روسيا تريد إنهاء تدخلها بعد أن أنهكت وأدركت عدم القدرة على إنهاء الثورة بالسرعة التي قدرتها.
– اتساع الهوة بين الأهداف الروسية والأهداف الإيرانية خاصة بعد حلب.
فالروس بعكس الإيرانيين يهمهم بقاء النظام وليس بالضرورة بقاء بشار.
[…]
إتفاق حلب – الباب أثبت امكانية الوصول إلى حلول وسط مع تركيا وقدرتها على تنفيذه. هذه الأسباب جعلت خروج روسيا أفضل لها من الاستمرار. ولأن الايرانيين لهم اجندة اخرى، توجهت روسيا إلى تركيا التي يهمها عدم وقوع سورية في أيدي إيران.
وقد تم الاتفاق على الاستانة كمقر جديد للمفاوضات للخروج من عباءة جينيف والغرب والقرارات الدولية، فتركيا البراغماتية تستطيع الضغط على الأطراف العسكرية والسياسية السورية التي بمعظمها ترتبط بها للمشاركة في الاستانة. هذا إذا كان من سيذهب أصلا في حاجة إلى ضغوط عليه للذهاب إلى هناك، خاصة فيما نراه من تسابق للحصول على جزء من الكعكة
كاتب هذا المقال هو “بسام العمادي”. المقال غير منظم وأفكاره غير مترابطة، ولكن ما فهمته من المقال هو أن الكاتب يعتبر مؤتمر كزخستان تنازلا من روسيا لتركيا. هو يقول أن روسيا تخلت عن إيران و”تحولت نحو تركيا”، ولهذا حصل اتفاق “حلب-الباب” (الكاتب على ما يبدو يعتبر أن صفقة “حلب مقابل الباب” هي تنازل روسي لتركيا)، وهو يبشرنا بـ”تنازل” روسي مماثل في مؤتمر كزخستان.
من الواضح أن هذه المقالات هي نابعة من المخابرات التركية.
الأتراك وعدوا الروس والإيرانيين بأنهم سيشاركون في مؤتمر كزخستان وسيعملون على إنجاحه. هذا التنازل كان جزءا من الثمن الذي دفعته تركيا مقابل “المكاسب” التي حصلت عليها في سورية (جرابلس، الباب، واتفاقية تهجير سكان حلب الشرقية بدلا من إبادتهم). الأتراك يريدون أيضا أن يتحالفوا مع الروس والإيرانيين وذيل الكلب ضد قسد. إعادة معارضة الائتلاف إلى حضن ذيل الكلب هي مدخل لتأسيس ذلك التحالف الذي يريده الأتراك.
كيف في رأيكم يمكن لتركيا أن تأخذ معارضين سوريين إلى مؤتمر كزخستان؟ تنفيذ هذا الأمر يتطلب القيام بحملة دعائية لإقناع المعارضين السوريين بجدوى ذلك المؤتمر. لهذا السبب نرى الآن أن المخابرات التركية تروج للدور الروسي في سورية. المخابرات التركية تزعم أن صفقة “حلب مقابل الباب” كانت تنازلا روسيا لتركيا ودليلا على أن روسيا تبتعد عن إيران و”تتحول نحو تركيا”.
نقول للمعارضين الشرفاء: احذروا دعاية المخابرات التركية لأن هذه الدعاية ستتكثف في الفترة الحالية. لا تغرنكم الأسماء اللامعة مثل ميشيل كيلو وغيره. عليكم أن تستخدموا عقولكم لكي تقيموا ما تسمعونه وتقرؤونه.
مواقف هيئة المفاوضات في الرياض هي مواقف جيدة وتدل على أن آل سعود هم ضد المؤامرة التركية مع روسيا وإيران، ولكننا نأمل من الإخوة في المملكة العربية السعودية أن يتصدوا بشكل أكبر للحملة الإعلامية التي تقودها المخابرات التركية وتروج للعودة إلى حضن بشار الأسد. يجب على الإعلام التابع للمملكة أن يعمل في الفترة المقبلة على كشف حقيقة ما يجري بين تركيا وروسيا وإيران.