هناك إشاعات تتحدث عن قرب شن هجوم كبير جديد من إدلب باتجاه حلب، وبعض المصادر الكردية تزعم أن تركيا تقف وراء هذا الهجوم وأنها أمدت ثوار إدلب بالسلاح لأجله.
لو كانت تركيا بالفعل وراء هذا الهجوم المنتظر فلا بد أن الهدف منه هو إلحاق هزيمة أخيرة فاصلة بمسلحي إدلب بهدف التخلص منهم وطي صفحتهم.
هل هناك أغبى من فكرة مهاجمة حلب في هذا الوقت؟ ما هو الهدف من هذا الهجوم بعدما انتهت قضية حلب؟
بدلا من مهاجمة حلب الأحرى هو فتح جبهات متعددة في ريف حلب وريف حماة وريف اللاذقية بهدف تشتيت قوى ذيل الكلب والإيرانيين والروس والاستفادة من الضغط الذي يتعرضون له على جبهة تدمر.
الهدف من فتح الجبهات هو ليس بالضرورة كسب المزيد من الأراضي وإنما إلحاق الخسائر بقوات الاحتلال.
في حروب العصابات ليس من المهم أن تسيطر على منطقة معينة وتبقيها تحت سيطرتك. حروب العصابات تعتمد مبدأ الكر والفر والعمليات الخاطفة المباغتة. إذا شعرت بأن العدو يحشد قواته لمهاجمة منطقة معينة فيجب عليك أن تنسحب من تلك المنطقة وتهاجم العدو في منطقة أخرى لا يتوقع هجوما فيها. هذا هو الأسلوب الذي تتبعه داعش، وهو أسلوب ناجح كما رأينا مؤخرا في تدمر (وقبل ذلك في مناطق أخرى).
أخطاء ثوار الائتلاف العسكرية هي كثيرة جدا، ولكن أكبر أخطائهم هو أنهم يتركون للإيرانيين والروس مهمة تحديد مكان وزمان المعارك.
الإيرانيون والروس حشدوا قوات ضخمة لمهاجمة مدينة حلب، وثوار الائتلاف ذهبوا لمقاتلة تلك الحشود في المكان والزمان الذي اختاره الإيرانيون والروس.