الروس أوعزوا لذيل الكلب بحشد قوات في مطار كويرس تمهيدا لشن هجوم على داعش في تلك المنطقة بالتزامن مع الهجوم التركي على مدينة الباب.
معركة الباب بالنسبة لداعش هي معركة مهمة. الروس أرادوا استغلال انشغال داعش بهذه المعركة والدفع بقوات ذيل الكلب نحو منطقة في ريف حلب الشرقي تحت سيطرة داعش، ربما دير حافر.
لو نجحت الخطة الروسية فسيحقق الروس أمرين:
1. تقليل الضرر اللاحق بصورة ذيل الكلب بسبب خسارته لمدينة الباب عبر القول: صحيح أن ذيل الكلب خسر الباب ولكنه كسب دير حافر.
2. إزعاج الأميركيين وتشويش خططهم المتعلقة بمعركة الرقة، لأن الروس سيقولون أن تمدد ذيل الكلب باتجاه دير حافر يمهد لتمدده نحو الرقة، وبالتالي لا بد للأميركيين من التنسيق مع ذيل الكلب بشأن الرقة، ومحصلة ذلك ستكون إفشال عملية تحرير الرقة.
قسد للأسف هي متواطئة مع الروس في هذا المخطط. قسد ظلت لأشهر كثيرة تتفرج على دير حافر ومسكنة ولم تفكر بالتقدم نحو تلك المناطق رغم أن ذيل الكلب هو بجوارها ويمكن أن يستولي عليها في أي وقت، ما يدل على وجود تواطؤ من قسد مع الروس وذيل الكلب في هذا الموضوع. قسد هي ليست جادة فعلا في تحرير الرقة ولكنها تتظاهر بالرغبة في تحرير الرقة لكي تحصل على مكاسب من الأميركان.
تنظيم داعش (كعادته) تعامل مع التهديد بحرفية عالية. استخبارات داعش لاحظت الحشود في مطار كويرس وقادة داعش أدركوا الخطة الروسية، ولهذا هم فتحوا جبهة بعيدة في مدينة تدمر بهدف تشتيت قوى الروس وذيل الكلب ومنعهم من استغلال معركة الباب لمهاجمة دير حافر.
تنظيم داعش يثبت مجددا حرفيته العسكرية العالية التي لا يوجد مثلها لدى ثوار الائتلاف.
جيش الفتح هو قوة عسكرية كبيرة ولكنه للأسف لا يملك 10% من حسن التخطيط الذي يوجد لدى داعش.
الآن هناك إشاعات حول هجوم مرتقب لإيران وذيل الكلب والروس على إدلب، ولكن هل هذه الإشاعات هي حقيقة أم أنها مجرد تمويه؟ أنا أشك في أن يكون ذيل الكلب والروس يخططون لشن هجومين متزامنين في إدلب وريف حلب الشرقي لأن هذا يفوق طاقة ذيل الكلب. الأرجح هو أن حديثهم حول مهاجمة إدلب هو مجرد تمويه. هم يخافون من أن يهاجمهم جيش الفتح أثناء انشغالهم بمقاتلة داعش، ولهذا هم يشيعون أنهم سيهاجمون إدلب بهدف تخويف قادة جيش الفتح ومنعهم من الهجوم.
حتى لو كان الروس وذيل الكلب والإيرانيون جادين في مهاجمة إدلب فما الذي يفعله جيش الفتح للتعامل مع هذا التهديد؟ هو لا يفعل شيئا. هو ينتظر أن يغزوه الإيرانيون والروس وذيل الكلب في عقر داره.
ألا يعرف قادة جيش الفتح القول المأثور: ما غزي قوم في عقر دارهم إلا ذلوا؟
لو كان داعش في مكان جيش الفتح لما كان انتظر أن يأتي إليه الروس والإيرانيون في عقر داره. داعش كان سيشن هجمات استباقية في أماكن لا يتوقعها الروس والإيرانيون. من الحمق أن تترك أعداءك يختارون مكان وزمان المعركة. المفترض أن تكون أنت المبادر بالهجوم في مكان وزمان لا يتوقعه عدوك.